تسهيلات دخول السوريين إلى الأردن "بشروط " تحيي آمال الآلاف بلقاء أهاليهم

منذ 1 سنة 116

عمّان، الأردن (CNN) -- أحيت سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية خلال العامين الماضيين لتسهيل دخول السوريين القادمين من سوريا إلى المملكة، وكذلك من تمت إعادة توطينهم في الخارج، آمال آلاف العائلات السورية لزيارة أقاربهم مجددا.

واعتبرت الحكومة الأردنية في تصريحات صدرت على لسان مسؤولين لقناة "المملكة" الرسمية، بأن جملة القرارات "تصب في مصلحة الأردن اقتصاديا" وتراعي "البعد الإنساني" لأوضاع اللاجئين السوريين في الخارج، مع التأكيد على أن التسهيلات ليست "لم شمل".

ويتطلب إجراء الزيارة السير بمجموعة من الإجراءات عبر نافذة وزارة الداخلية الأردنية الالكترونية، والحصول على موافقة مسبقة دون أن يكون هناك قرارات إبعاد سابقة تتعلق بأسباب أمنية.

عبدالرحمن نقاوة 26 عاما، شاب سوري لجأ مع عائلته إلى الأردن في 2013 من جنوب سوريا، وغادر بعد عامين إلى تركيا مع إشعار الخروج بلا عودة، ومن ثم وصل إلى ألمانيا تاركا عائلته في المملكة ليقدم طلب لجوء هناك، وليس من خلال برنامج إعادة التوطين عبر المفوضية في الأردن .

ومنذ ذلك الوقت لم يلتق بعائلته سوى في شهر مارس/آذار المنصرم في عمّان، بعد أن تقدّم بطلب زيارة من خلال وثيقة إقامته الألمانية إلى وزارة الداخلية الأردنية الكترونيا.

وقال نقاوة الذي يقطن حاليا في مدينة فيسبادن الألمانية لموقع CNN بالعربية: "تقدمت بطلب للزيارة حسب الشروط المنصوص عليها وصدرت الموافقة بالزيارة والتقيت عائلتي... لا أستطيع وصف المشاعر التي تملكتني هي مشاعر فرح وحزن وأمل بعد انقطاع".

وكان نقاوة من بين أكثر من 4 آلاف من السوريين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي أو الحاملين لوثيقتها ممن دخلوا الأردن حسب ما أعلن رسميا، وذلك منذ صدور قرار الحكومة في 13 سبتمبر/أيلول 2022، السماح بالزيارات للأردن وفق شروط محددة، أهمها أن يكون جواز السفر السوري ساري المفعول لمدة لا تقل عن 3 أشهر ووثيقة إقامة سارية المفعول لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

ونشرت وزارة الداخلية الأحد، آليات الزيارة مجددا مع إضافات تتعلق بالسوريين الحاصلين على وثيقة سفر أجنبية صادرة عن إحدى دول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو استراليا، مع اشتراط إرفاق الطلب الذي يقدّم الكترونيا، بوثيقة سفر سارية المفعول لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

كما نشرت آليات الزيارة المتعلقة "بالرعايا السوريين" المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمين في كندا واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا، من غير اللاجئين موضحة أنهم لا يحتاجون إلى موافقة مسبقة، إلا في حال مغادرتهم للأردن وهم يحملون صفة اللاجئ.

ويقول الخبير الحقوقي في قضايا اللجوء رياض صبح، إن القرارات تستند بالفعل إلى مبادئ إنسانية واقتصادية، خاصة للاجئين الذين تمت إعادة توطينهم في بلد ثالث بعد اللجوء إلى الأردن من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وأضاف:"من يُمنح التوطين في بلد ثالث لديه من الأسباب بما لا يمكنه من العودة إلى بلده الأصلي، بما فيها احتمالية فقدان حقه في الاستمرار بإعادة التوطين. لذلك الأردن أًصبح ملتقى للسوريين في الخارج مع أهاليهم هنا أو القادمين للقائهم من سوريا".

وكان قرار السماح بزيارة السوريين من سوريا إلى الأردن، عبر استصدار تأشيرة سياحية عبر المكاتب المعتمدة، صدر في أكتوبر/تشرين أول 2021، ضمن التسهيلات التي أعلنت عنها الحكومة أيضا، وبشروط محددة من بينها ألا تتجاوز مدة الزيارة 30 يوما.

وعلى إثر هذا القرار، سارع الشاب نايف عليان 35 عاما، الذي غادر بلدته درعا منتصف 2013 لاجئا بصحبة إحدى شقيقتيه إلى الأراضي الاردنية تاركا وراءه والدته وأفراد من عائلته، إلى تقديم تأشيرة زيارة سياحية لوالدته التي لم يرها منذ ذلك الوقت.

ويقول عليان الذي تحدثت معه CNN بالعربية، إن رحلة اللجوء بدأت في مخيّم الزعتري للاجئين، لينتقل إلى مدينة المفرق للعمل بمهن مختلفة، واصفا السنوات الأولى من اللجوء بالصعبة جدا.

وأضاف: "في السنوات الأولى الثلاثة للجوء، كنت أرى بأن أمي وأبي بجواري وأصابتني حالة من الهلع على فراقهم لمدة من الزمن، حتى انشغلت في متاعب الحياة وتزوجت في 2018 ولم آمل بأن أرى أمي مجددا. "

وكانت أول زيارة من والدة عليان السبعينية له في الأردن، في مايو/أيار 2022 وللمرة الثانية هذا الشهر بحسبه، وأضاف: "لم أصدق أنني التقيتها والتقيت شقيقتي الأخرى التي حضرت معها من سوريا. هذه اللحظات أنستني سنوات التعب والقلق، بالرغم من أنني شعرت بكبر سن والدتي وتعبها". وأشار إلى أن والدته قد التقت به بعد أن تزوّج وأنجب 3 أبناء وانفصل منذ عامين عن زوجته.

ويعتقد عليان الذي يقطن حاليا مدينة المفرق الأردنية ويعمل معاونا إداريا في إحدى المنظمات الدولية، بأن هذه التسهيلات خففت كثيرا على اللاجئين السوريين خاصة من لا يستطيعون العودة إلى سوريا.

وحصل ما يزيد عن 41 ألف سوري على موافقات لزيارة الأردن من خلال المجموعات السياحية منذ 2021، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية بداية الأٍسبوع.