نشر الفريق الطبي بقيادة بيتر كيس من عيادة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الطب في غراتس، النمسا، تقريرًا علميًا في مجلة Diagnostics خلال أكتوبر 2024، يصف حالة طبية نادرة وغير عادية حدثت قبل عام ونصف.
الحالة تخص مريضة تبلغ من العمر 42 عاما، عانت من دخول نملة حية إلى تجويف الأذن الوسطى عبر ثقب سابق في طبلة الأذن، مما تسبب لها بأعراض مفاجئة مثل طنين الأذن وإحساس غريب داخل الأذن اليسرى.
يقول كيس وزملاؤه: "وصلت المريضة إلى العيادة الخارجية بأعراض غريبة ومزعجة. كانت تشتكي من إحساس بجسم غريب في أذنها، وشعرت وكأن حشرة تتحرك داخل الأذن".
حتى الآن، لم تسجل التقارير الطبية الدولية سوى حالات نادرة لدخول يرقات الذباب إلى الأذن الوسطى، بينما تعتبر الحشرات في القناة السمعية الخارجية أكثر شيوعا، وتشكل بين 10 و50 في المائة من الأجسام الغريبة المكتشفة في الأذن.
ووفقا للسجلات، اتصلت المريضة بالمستشفى في مدينة غراتس النمساوية بعد يوم من العمل في الحديقة.
وقال بيتر كيس: "روت لنا المريضة أنها شعرت بحركة مفاجئة داخل أذنها، وكأن نملة أو مخلوقا غريبا يحاول التحرك. كان ذلك غريبا للغاية، ولم نصدق الأمر في البداية".
وأضاف "نشاهد العديد من الأجسام الغريبة في قنوات الأذن، خاصة لدى الأطفال، ولكن العثور على نملة خلف طبلة الأذن، داخل منطقة مغلقة، كان مفاجئا وصادما".
ولقد تبين أن الأمر معقد للغاية. إذ كشف الأطباء باستخدام مجهر الأذن، عن وجود ثقب بيضاوي قديم في طبلة الأذن اليسرى، وتمكنوا من رؤية جسم غريب داكن اللون متحرك. وبعد الفحص الدقيق، تبين أن الجسم الغريب كان نملة حية، تمكنت من الزحف إلى الأذن الوسطى عبر الثقب.
وحاول الفريق الطبي إزالة النملة تحت التخدير الموضعي، لكن العملية باءت بالفشل، مما استدعى إجراء جراحة تنظيرية تحت التخدير العام.
وفي النهاية وبحسب الأطباء أنجزت المهمة ونجحوا في "إزالة النملة دون أي مضاعفات، وغادرت المريضة المستشفى في اليوم التالي".