تركيا: من الاستخبارات إلى الخارجية.. تعرف هاكان فيدان "كاتم أسرار أردوغان"

منذ 1 سنة 131

أردوغان عن هاكان فيدان: "هو كاتم أسراري، وكاتم أسرار الجمهورية التركية، وكاتم أسرار مستقبل تركيا".

من قصر جانكايا في أنقرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، تشكيلة حكومته الجديدة التي تضم 17 وزيرا، محدثا تغييرات كبيرة خصوصا في وزارات الدفاع والخارجية.

واختار الرئيس (69 عاما) العائد إلى السلطة بعد إعادة انتخابه بـ52% من الأصوات في 28 أيار/مايو في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات في تركيا، جودت يلماز نائبا له. 

وكان "للرجل الموثوق" لدى الرئيس المركز الأبرز في التشكيلة الجديدة، بعد أن قرر أردوغان الذي أدى اليمين الدستورية لولاية ثالثة تستمر خمس سنوات، اختياره لوزارة الخارجية خلفا لمولود تشاووش أوغلو.

وهنا نقصد كاتم أسرار أردوغان، هاكان فيدان، الذي شغل العديد من المناصب الحكومية في مجالات السياسة الخارجية والأمن.

وزير الخارجية التركي الجديد.. من هو؟

هاكان فيدان، سياسي تركي وعضو في حزب العدالة والتنمية، ولد في بيلكنت في أنقرة في عام 1968، متزوج وأب لثلاثة أبناء. 

درس وتخرج في مدرسة قوات المشاة المحاربة عام 1986، ومن ثم درس في مدرسة اللغات التابعة لقوات المشاة.

بين الفترة الممتدة من 1986 و2001، انضم فيدان إلى "وحدة التدخل السريع" التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وإلى صفوف فرع جمع المعلومات السريعة في ألمانيا.  

وقام بمهمات ذات طابع استخباراتي قبل استقالته من القوات المسلحة في العام 2001.

وشغل فيدان منصب مستشار اقتصادي وسياسي بسفارة تركيا في أستراليا، وتولى منصب المستشار بوزارة الخارجية في الفترة التي تولاها أحمد داود أوغلو.

هذا وفي العام 2003، تم تعيينه في منصب رئيس وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، واستمر على رأس عمله حتى عام 2007. وبحسب صحيفة "أحوال" التركية اكتسب فيدان خلال هذه المرحلة مكانة خاصة لدى إردوغان. 

"كاتم أسراري وكاتم أسرار الدولة"

في العام 2010، عين إردوغان الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الوزراء فيدان في منصب رئيس الاستخبارات.

 وتولي خلال هذه الفترة، محادثات السلام السرية في أوسلو مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، وهو المنصب الذي ظل يشغله منذ هذا التاريخ.

ويعتبر فيدان مؤيد مخلص لأردوغان وكان سابقا مستشارا دبلوماسيا له مدة ثلاث سنوات. 

ونجح في استمرار المحادثات حتى تم كشفها من قبل صحف تركية في العام 2011، ما أدى إلى انهيارها.

وتم تسليط الضوء خلال هذه المرحلة على الرئيس القوي لجهاز الاستخبارات، بعد أن اشتبه مدعون عامون في 2012 في أن فيدان تجاوز صلاحياته في المحادثات مع المتمردين الأكراد واستدعوه لشرح ما حدث.

واتهم حينها بالخيانة العظمى، قبل أن يخرج الرئيس التركي في 2012، ليشيد به ويدعمه، قائلا "هو كاتم أسراري، وكاتم أسرار الجمهورية التركية، وكاتم أسرار مستقبل تركيا".

وأكد أردوغان حينها أن فيدان "أكسب الدولة التركية الكثير الكثير، وكان جيدا عندما كان مستشارا، وعندما كان رئيسا لتيكا، ويجب إعطاء كل ذي حق حقه، وهو يستحق هذا الثناء".

وقال مصدر دبلوماسي غربي، إن فيدان هو "الرجل الموثوق" لدى إردوغان "منذ سنوات"، كما أنه الشخص الذي يقود المفاوضات مع العالم العربي ومصر والإمارات وليبيا وكذلك سوريا التي يحاول الرئيس التركي إعادة التواصل معها عبر موسكو. 

وفي 2013، اتهم صحفي أمريكي فيدان ببيع هويات جواسيس اسرائيليين ينشطون في إيران، إلا أن السلطات التركية نفت ذلك وجددت ثقتها فيه.

وبعد عام واحد، قي 2014، تم توقيف عدد من عناصر جهاز الاستخبارات على الحدود السورية مع شاحنة اسلحة مخصصة لمعارضين سوريين متشددين. مما أثار ضجة واسعة حينها في الشارع التركي واعتبر بمثابة فضيحة سرعان ما تم نسيانها عندما تمكن الجهاز في أيلول/سبتمبر من الافراج عن 46 تركيا احتجزتهم الدولة الاسلامية رهائن في العراق.

ومن المقرر، أن تجتمع الحكومة التركية الجديدة للمرة الأولى يوم الثلاثاء، حسبما ذكر الرئيس التركي.

ولم ينس أردوغان خلال هذه المناسبة معارضيه، ودعاهم إلى "إيجاد طريقة لإحلال السلام". 

وقال أمام الحاضرين من رؤساء دول وحكومات رحّب بكلّ منهم بالاسم "لنضع جانبًا الاستياء والغضب الناجمَين من هذه الفترة الانتخابية".

وأضاف "نتوقع من المعارضة أن تعمل بحسّ مسؤولية من أجل رفاه تركيا وديمقراطيتها"، طالبًا من "الأحزاب (...) والصحافيين والكتّاب والمجتمع المدني والفنانين أن يتصالحوا مع الإرادة الوطنية".