في أول مثول تاريخي لرئيس أمريكي أمام محكمة فدرالية، وُجّهت إلى ترامب 37 تهمة جنائية، بينها الاحتفاظ بوثائق سرية بشكل غير قانوني بعد انتهاء ولايته وكشف أسرار أمريكية حساسة. وعقب الجلسة اتجه ترامب إلى ناديه للغولف بنيوجيرزي، ليُعيد التأكيد على براءته في كلمة أمام أنصاره.
اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التّهم الجنائية التي وجّهتها إليه رسمياً الثلاثاء محكمة فدرالية في ميامي، بقضية إخفائه وثائق رسمية سرّية "أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ بلادنا".
وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجيرسي، اتّهم الملياردير الجمهوري الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل، خلَفه الديموقراطي الرئيس جو بايدن بأنّه "فاسد" ويسعى للإطاحة "بخصمه السياسي الأبرز".
وألقى ترامب خطابه فور وصوله من ميامي حيث مثُل أمام محكمة فدرالية، وجّهت إليه رسمياً 37 تهمة جنائية دفع ببراءته منها كلّها وأصبح تالياً أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتّحدة يلاحق أمام محكمة فدرالية.
وفي خطابه شدّد ترامب على أنّ محاكمته تمثّل "تدخّلاً في الانتخابات"، وأضاف: "لقد شهدنا اليوم أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ بلادنا. أمر محزن للغاية".
وعلى الرّغم من أنّ قطب العقارات السابق الطامح للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل ملاحق بقضايا عديدة، إلا أنّ هذه الدعوى هي الأخطر على الإطلاق، فالرئيس السابق متّهم بتعريض أمن الولايات المتّحدة للخطر من خلال احتفاظه في منزله في فلوريدا بمخطّطات عسكرية ومعلومات تتعلّق بأسلحة نووية.
والملياردير الذي سيبلغ السابعة والسبعين الأربعاء، متّهم بالاحتفاظ بوثائق سرية حكومية أخذها معه بشكل غير قانوني إلى منزله في فلوريدا لدى انتهاء ولايته في 2021، وبرفضٍ إعادتها حين طُلب منه رسمياً ذلك، والتآمر لعرقلة عمل المحقّقين الذين كانوا يسعون لاستعادتها.
وهو متّهم أيضاً بكشف أسرار أمريكية حسّاسة، لأشخاص لا يحملون تصاريح أمنية، في قضية أكثر خطورة من القضايا الأخرى التي واجهها ويمكن أن تصل عقوبتها إلى عقود من السجن.
وتتضمّن لائحة الاتّهام المكوّنة من 49 صفحة، صوراً تُظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني مكدّسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمّام في منتجع مارالاغو، مقرّ سكن ترامب في بالم بيتش.
وخلال الجلسة تبلّغ ترامب من قاض فدرالي التّهما الـ37 الموجّهة إليه، لكن على الرّغم من خطورتها، لم يتخلّ ترامب عن نبرة التحدّي التي تسلّح بها منذ بدأت التحقيقات في هذه القضية، مؤكّداً أمام جمع من أنصاره إثر مغادرته المحكمة أنّ كل شيء "على ما يرام".