ترامب؟ أم هاريس؟ أيهما يفضل بوتين أن يكون هو الرئيس القادم للولايات المتحدة؟

منذ 3 أسابيع 28

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

تعكس تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجهة نظر موسكو التي تقول إن الصلات مع الولايات المتحدة لن تتحسن على الأرجح، بصرف النظر عن هوية الرئيس الجديد في البيت الأبيض.

رد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بابتسامة ساخرة عندما سئل عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، خلال مشاركته في منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وخلال حديثة في المدينة الواقعة في أقصى الشرق الروسي، مازح بوتين الحضور، وقال إن الرئيس الأمريكي المفضل لديه هو جو بايدن، لكن وبما أن بايدن انسحب من السابق، اقترح ساخراً دعم نائبته كامالا هاريس.

ويوم الثلاثاء المقبل، سيتوجه المواطنون الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيسهم القادم في انتخابات متوترة ويسودها ترقب شديد.

ويتعين على الأمريكيين الاختيار بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.

تداعيات الانتخابات الأمريكية على روسيا

وتنطوي الانتخابات الأمريكية على نتائج كبيرة على روسيا، فلا هاريس ولا ترامب يرغبان على الأرجح في إصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا، كما يقول المراقبون.

ولئن كان لدى هاريس موقف متشدد تجاه موسكو، فإن ترامب سبق أن فرض عقوبات كبيرة على روسيا إبان فترة رئاسته الأولى، رغم إعجابه بشخص ساكن الكرملين.

وأشار بوتين إلى ترامب قبل أسابيع، وقال إنه "فرض الكثير من القيود والعقوبات ضد روسيا بصورة لم يفعلها أي رئيس قبله".

لكن للخبراء رأيا آخر.

إذ يقول الأكاديمي بجامعة هارفرد الشهيرة، تموثي كولتون، إن بوتين قد يفضل بشكل طفيف ترامب، باعتباره "شخصية معروفة".

ويضيف: "لن تحمل الانتخابات (الأمريكية) أي جديد، من وجهة نظر روسيا".

أين يقف كل من هاريس وترامب بشأن روسيا؟

تعهدت هاريس بدعم أوكرانيا، ويتوقع أن تحافظ على نمط المساعدات العسكرية والاقتصادية التي قدمتها إدارة بايدن لكييف، في حين ألمح ترامب إلى رغبته في التفاوض على إنهاء الصراع، ربما من خلال رفع العقوبات المفروضة على روسيا.

ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا في أواخر فبراير/ شباط عام 2022، زودت الولايات المتحدة كييف بأكثر من 59.5 مليار دولار (54.9 مليار يورو) من الأسلحة والمساعدات.

واقترح مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، أن تقوم أوكرانيا بنزع السلاح من الأراضي المحتلة من طرف روسيا وإعلان الحياد، لكن كييف رفضت تلك الفكرة، في حين أيدتها موسكو.

علاوة على ذلك، انتقدت هاريس روسيا علناً بشأن قضايا حقوق الإنسان، وخاصة في قضية وفاة زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني في السجن. ونددت بوفاته باعتبارها "علامة أخرى على وحشية بوتن"، في حين لم يعر ترامب قضايا حقوق الإنسان أي اهتمام.

في المقابل، تساءل عن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الحلفاء الذين فشلوا في الالتزام ببنود الإنفاق الدفاعي، وتحدى بند الدفاع المتبادل للتحالف.

وقد حذر ترامب القادة من أنه، في حال انتخابه، فلن يدافع عن الدول التي لم تدفع ما عليها من مستحقات، مضيفاً أن روسيا يمكنها "أن تفعل ما تريد بتلك الدول".

وقالت هاريس إن التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي "صلب"، على النقيض من تصريحات ترامب.

الاتفاقيات النووية هي مجال آخر للاهتمام، حيث من المقرر أن تنتهي معاهدة ستارت النووية الجديدة/ آخر معاهدة أسلحة نووية متبقية بين الولايات المتحدة وروسيا، في عام 2026.

فبينما يُتوقع أن تدعم هاريس تجديد المعاهدة، بما يتماشى مع سياسات بايدن، فإن ترامب قد سلق له الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، ودعا إلى اتفاقية جديدة تشمل روسيا والصين.

في نهاية المطاف، سوف يعتمد موقف الكرملين من الانتخابات الرئاسية الأميركية على ما إذا كان الفائز سيشير إلى تحول في السياسة تجاه أوكرانيا، أو حلف شمال الأطلسي، أو اتفاقيات الأسلحة النووية.