كشف مقتل نائل،الفتى الفرنسي من أصول جزائرية على يد الشرطة الفرنسية عن مشاكل عميقة تتعلق بالتعامل مع التمييز والعنصرية الممنهجة في المجتمع الفرنسي. هل يغير مقتل نائل مفهوم العنصرية في المجتمع الفرنسي؟
وينص دستور فرنسا على قوانين ضد العنصرية، على سبيل المثال يضمن دستور 1958 للمواطنين معاملة متساوية بصرف النظر عن الأصل أو العرق أو الدين. ولكن التقاليد السياسية الفرنسية لا تعترف بمصطلح "أقلية عرقية" أو "عنصرية" في خطابها.
وكان لوران نونيز، قائد شرطة باريس قد نفى وعبر عن صدمته يوم الأحد، بعد استخدام مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مصطلح "العنصرية"، في الانتقاد الذي وجهه إلى الشرطة الفرنسية إثر مقتل الشاب نائل، وقال إن الشرطة " ليس لديها أي عنصرية".
لا يتم تسجيل بيانات رسمية تتعلق بأعداد الأقليات العرقية في فرنسا. وبدلاً من استخدام مصطلحات مثل الأحياء المختلطة أو السوداء، يتحدث الفرنسيون عادة عن الضواحي والأحياء الفقيرة المحاذية للمدن، والتي تضم أعداد كبيرة من المهاجرين.
احتجاجات ومظاهرات في فرنسا
وأعادت حادثة قتل نائل، ملف عنف عناصر الشرطة الفرنسية التي قتلت 13 شخصاً في حوادث مشابهة في العام الماضي ولكن دون توثيق بالفيديو.
خلال مسيرة بيضاء لتأبين نائل الخميس، قال فتى يبلغ 16 عاماً: "دائمًا ما يتم استهداف الأشخاص أنفسهم، السود والعرب، وأحياء الطبقة العاملة. يُقتل فتى يبلغ 17 عاماً، هكذا، لا لشيء، هذه الوفاة تثير الكراهية".
وتقول إيمان الصايفي والبالغة 25 عاما، وهي من سكان نانتير إحدى ضواحي باريس والتي قتل فيها نائل، إن موضوع العرق يعتبر من المحرمات في فرنسا، ولكن الأحداث الأخيرة قد فتحت نقاشا.
وتضيف الصايفي لوكالة فرانس برس قولها، إن الأشخاص الذين تظاهروا في شوارع نانتير "ليسوا بالضرورة من العرب أو ذوي البشرة السوداء، كان هناك فرنسيون من بشرة بيضاء."
وخرج آلاف المحتجين إلى الشوارع لأيام تخللها أعمال عنف وتخريب ونهب كثيرة، خاصة في الضواحي الباريسية، وعبر كثيرون عن الإحباط والتمييز الذي يواجهونه بشكل ممنهج إضافة إلى المشاكل الاقتصادية، وارتفاع تكاليف المعيشة.