تحليل: "تمرّد" بريغوجين على الكرملين.. هل بات بوتين ضعيفًا بين النخبة في روسيا؟

منذ 1 سنة 163

تلاشى التحدي الأكبر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال أكثر من عقدين في السلطة، بعد أن توصل قائد جماعة "فاغنر" المتمرد، الذي أمر قواته بالزحف إلى موسكو فجأة، إلى اتفاق مع الكرملين للذهاب إلى المنفى ووقف تصعيده.

على الرغم من ذلك، كشف التمرد القصير عن نقاط الضعف بين القوات الحكومية الروسية، حيث تمكن جنود مجموعة فاغنر تحت قيادة يفغيني بريغوجين من التحرك دون عوائق إلى مدينة روستوف والتقدم مئات الكيلومترات نحو موسكو.

وبموجب الاتفاق الذي أعلنه يوم السبت المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، سيتوجه بريغوجين إلى بيلاروس المجاورة، التي دعمت الغزو الروسي لأوكرانيا. كما سيتم إسقاط التهم الموجهة إليه بشن تمرد مسلح.

هل تنتقل فاغنر إلى بيلاروس؟

وقالت الحكومة أيضًا إنها لن تحاكم مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في العملية، في حين أن أولئك الذين لم ينضموا ستعرض عليهم وزارة الدفاع عقودًا.

وبحلول صباح يوم الأحد، لم تكن هناك تقارير عن وصول بريجوجين إلى بيلاروس، وبقيت العديد من الأسئلة الأخرى دون إجابة، بما في ذلك ما إذا كان قائد فاغنر سيتجه إلى مينسك مع قواته وما هو الدور الذي سيلعبه في المستقبل.

وأظهر مقطع فيديو التقطته وكالة أسوشييتد برس في روستوف الناس يهتفون لقوات فاغنر أثناء مغادرتهم. وركض البعض لمصافحة بريغوجين، الذي كان يركب سيارة دفع رباعي. وقال حاكم المنطقة في وقت لاحق إن جميع القوات غادرت المدينة.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد تعهد في وقت سابق بمعاقبة من يقفون وراء الانتفاضة المسلحة، ووصف التمرد بـ"الخيانة".

ورأى محللون أن الخطر على بوتين هو ما إذا كان سيُنظر إليه في الداخل على أنه ضعيف.

هل بات بوتين ضعيفًا؟

وقال السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست لشبكة CNN: "لقد تضاءلت قوة بوتين في الفترات السابقة".

من جهته، جادل مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة بأن تمرد بريغوجين "كشف نقاط ضعف شديدة" في الكرملين ووزارة الدفاع.

وقال معهد دراسة الحرب إن الكرملين كافح لتقديم رد متماسك على التمرد، وأن أحد الأسباب كان على الأرجح تأثير الخسائر الروسية الفادحة في أوكرانيا.

وأضاف المعهد: "من المحتمل أن يتمكن عناصر فاغنر من الوصول إلى ضواحي موسكو إذا اختار بريغوجين ذلك".

في صباح يوم الأحد، كانت بعض القيود لا تزال سارية على طول الطريق السريع الرئيسي بين موسكو وروستوف على الرغم من رفع القيود المفروضة على حركة المرور تدريجياً في أماكن أخرى.

وكان بريغوجين قد طالب بالإطاحة بوزير الدفاع سيرغي شويغو بسبب إدارته للحرب المستمرة منذ 16 شهرًا في أوكرانيا.

وإذا وافق بوتين على الإطاحة بشويغو، فقد يكون ذلك ضارًا سياسيًا للرئيس بعد أن وصف بريجوجين بأنه خائن طعن في ظهره.

لماذا الآن؟

وفي إعلانه عن التمرد، اتهم بريغوجين القوات الروسية باستهداف معسكرات فاغنر في أوكرانيا بالصواريخ والمروحيات الحربية والمدفعية. وزعم أن الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة، أمر بالهجمات بعد اجتماع مع شويغو.

وكان الدافع المحتمل لتمرد بريغوجين هو مطالبة وزارة الدفاع الروسية بأن توقع الشركات الخاصة عقودًا معها بحلول الأول من يوليو/ تموز. وقد رفض بريغوجين القيام بذلك.

وتم التفاوض على عرض الكرملين بالعفو عن بريغوجين من قبل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، والذي ربما يكون قد رفع مكانته في علاقته مع بوتين.

وكتب معهد دراسة الحرب أن دور الزعيم البيلاروسي كان "مهينًا لبوتين وربما يكون قد ضمن للوكاشينكو مزايا أخرى".

ولعبت قوات فاغنر دورًا حاسمًا في حرب أوكرانيا، حيث استولت على مدينة باخموت الشرقية، وهي المنطقة التي دارت فيها أكثر المعارك دموية وأطولها. لكن بريغوجين انتقد بشكل متزايد الضباط العسكريين، متهمًا إياهم بعدم الكفاءة.