"تجربة مهينة".. ليلة مزق فيها برشلونة ضيفه مانشستر يونايتد

منذ 1 سنة 157

يعود مانشستر يونايتد إلى ملعب كامب نو وتلك المرة في ملحق الدوري الأوروبي لمواجهة برشلونة غدا الخميس.

شبكة "ذا أثليتك" أفردت تقريرا عن مواجهة الفريقين التاريخية على ملعب كامب نو والتي انتهت بفوز البلاوجرانا بنتيجة 4-0.

مباراة وصفها السير أليكس فيرجسون بأنها الأسوأ في مسيرته، بعدما خسر من يوهان كرويف المدير الفني لبرشلونة آنذاك.

لقاء جاء بعد 3 سنوات فقط من فوز يونايتد على برشلونة في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية 1991.

والآن إلى المباراة.

في أولد ترافورد خلال شهر أكتوبر 1994 تعادل مانشستر يونايتد بنتيجة 2-2 مع برشلونة في الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري الأبطال، بعدما سجل لي شارب ومارك هيوز ثنائية الشياطين الحمر، فيما سجل روماريو وخوسيه ماري باكبيرو هدفي الضيوف.

وبعد أسبوعين وبالتحديد يوم 2 نوفمبر 1994 سافر يونايتد لإسبانيا من أجل خوض مباراة الجولة الرابعة من المجموعة التي ضمت أيضا جالاتاسراي التركي وجوتنبيرج السويدي.

كانت تلك المباراة واحدة من اللقاءات الكبيرة الخارجية للأندية الإنجليزية عقب نهاية إيقافها في تسعينيات القرن الماضي بسبب كارثة هيسيل ونهائي ليفربول ويوفنتوس الشهير.

سافر 8000 مشجع للشياطين الحمر لـ برشلونة والكثيرون دون تذاكر، خاصة أنه بيعت 4000 تذكرة لجماهير يونايتد بالفعل وكان القلق كيف سيحصلون على تذاكر.

في ذلك الوقت لم يتوفر النت أو إمكانية شراء التذاكر عن بُعد بتلك السهولة مثلما يحدث الآن، وكانت تذاكر الطيران أغلى من الآن.

فكان هناك خيار رحلة بالحافلة لمدة ثلاثة أيام مقابل 119 جنيه إسترليني لليلة واحدة في فندق.

وبعد ذلك خرجت بعض الأخبار التي تفيد بأن النادي لن يصدر تذاكر لمن يسافر منفردا، ألغيت رحلة بها 1000 مسافر بالفعل.

مباراة الإياب شهدت بيع 114273 ألف تذكرة.

سافر مشجعو يونايتد في حالة ثقة بعدما حققوا لقب الدوري وكأس الاتحاد في الموسم المنصرم، وخاصة بوجود تشكيل مكون من بيتر شمايكل وبول باركر وستيف بروس وجاري باليستر ودينيس إروين وروي كين وبول إينس وريان جيجز وأندري كانشيلسكس ومارك هيوز وإريك كانتونا.

حينها يونايتد كان في صدارة المجموعة والتعادل كان سيكون رائعا في صالحهم.

لكن كان هناك مشكلة: يويفا وضع بندا لتحديد عدد اللاعبين الأجانب في الفريق، وهو ما حدث في الذهاب لكن في الإياب الوضع اختلف.

فكان على يونايتد الاعتماد على 3 لاعبين فقط أجانب ليسوا إنجليز في قائمته، ويمكن أن تزداد حال تواجد 2 قضوا 5 سنوات في إنجلترا أو أكثر من أجانب الفريق.

روي كين قال لشبكة ذا أثليتك: "المدرب أُجبر على الاختيار بيني وبين شمايكل وكانشيلسكس وإروين، خبرة مهمة وتضحية من أجل تطبيق قوانين يويفا".

من الجهة الأخرى جهّز برشلونة نفسه جيدا لتلك المباراة، توني بيرونيس كشاف برشلونة شاهد مانشستر يونايتد كان يعلم إنهم بصدد الوقوع في تلك المشكلة.

جوردي كرويف نجل الأسطورة الهولندي يتذكر قائلا: "حلل يونايتد وعرف أن الفريق سيعاني بسبب قاعدة الأجانب، لأن لاعبان إيرلنديان مثل كين وإروين سيعاملان كأجانب، توقع أن شمايكل لن يلعب وبدأ جميع لاعبو برشلونة في الضحك، لم أر ذلك من قبل لكنه كان محقا".

في النهاية لعب يونايتد بتشكيل مكون من: جاري والش بدلا من شمايكل وباركر وبروس وباليستر ونيكي بات وكانشيلسكس وإينس وكين وهيوز وجيجز، فيما غاب الفرنسي كانتونا بسبب الإيقاف.

برشلونة أيضا كان بطلا لإسبانيا بفارق ضئيل عن ديبورتيفو لا كورونيا.

وبدأ الفريق المباراة بتشكيل مكون من: كارليس بوسكيتس (والد سيرجيو) وألبيرت فيرير وبيب جوارديولا ورونالد كومان وألبيرالدو وباكيرو وجييريمو أمور وهيرستو ستويشكوف وجوردي كرويف وروماريو وسيرجي بارخوان.

باكيرو قائد برشلونة قال لـ "ذا أثليتك": "يوهان كرويف جمعّنا وكان يفعل ذلك عندما نواجه فريقا إنجليزيا أو إيطاليا".

وأكمل "سألنا سؤال واحد؟ هل سنلعب بأسلوبنا أو أسلوبهم؟ لأننا إذا لعبنا بأسلوبهم سنعاني".

وأردف "كنا نعلم ذلك بالفعل من مباراة أولد ترافورد، التعادل بنتيجة 2-2 في مباراة قوية، دائما إنجلترا يكون فيها صاحب الأرض أقوى، أليكس فيرجسون بدأ في تغيير أفكاره الخططية في أوروبا، يونايتد كان سريعا وجيد بدنيا وفنيا وخططيا".

وأوضح باكيرو "كان لدينا علاقة رائعة بين اللاعبين والجماهير في مباريات دوري الأبطال هذا الموسم، فزنا بكل مباراة".

وتابع "لعبت بجوار جوارديولا وأمور، كنا نلعب من لمسات واحدة أو 2 سريعة، كان لدينا الكثير من الإيقاع، أردنا أن نكون سريعين وأن نتفادى الاحتكاكات البدنية وقطع مسار الكرة والتي من شأنها إبطاء الفريق وتساعد الخصم وهو ما يريدونه، كما عدلنا مراكزنا فبدأ مانشستر يلعب بشكل دفاعي ويعاني لأننا لم نُعان".

من جانبه السير أليكس فيرجسون: "لقد غرقنا لأن برشلونة كان أكثر هدوءً مما كنا عليه، وأكثر صبرا في تطبيق تكتيكاتهم. كان غضبي في غرفة تبديل الملابس في الشوط الأول ردا على السذاجة التي أظهرناها في خط الوسط".

من جانبه قال بول باركر لاعب يونايتد: "تم تحطيمنا، روماريو التف من حولنا، كان سريعا وقويا، كنا نعتقد أن في قدمه وسادة لأن لمسته الأولى كانت ناعمة جدا".

وأكمل "لم أقترب منه، نظام اللعب الذي اعتدنا عليه لم نستخدمه بسبب قاعدة اللاعبين الأجانب، وانتهت مسيرتي في يونايتد كلاعب يمكنه الزيادة إلى الخطوط الأمامية".

باكيرو أشاد بزملائه في تلك المباراة قائلا: "فرديا خاض الثنائي روماريو وستويشكوف مباراة جيدة، روماريو كان لديه حركة رائعة كان بإمكانه المرور من بين قلبي الدفاع، كان رائعا هذا الموسم".

قبل نهاية الشوط الأول سجل روماريو الهدف الثاني.

في الدقيقة 59 سجل الأسطورة البلغارية الهدف الثالث، ثم أضاف فيرير الهدف الرابع في الدقيقة 88.

نيكي بات الذي كان بعمر 19 عاما حينها يمتلك ذكريات سيئة من ذلك اللقاء: "لعبت فقط لأن كانتونا وشمايكل غائبان، مررت بكنيسة صغيرة بين غرفة الملابس والملعب (قبل المباراة). عندما مررت بها بعد ذلك، فكرت: كان يجب أن أصلي هناك لمدة ساعتين بدلا من ذلك. وأنا لست متدينا حتى".

وأردف "عانينا من روماريو وستويشكوف، لكنني لعبت بشكل جيد في الناحية اليمنى من خماسي دفاعي".

كما أن فيرجسون أخبره بعد المباراة بأنه "كان أفضل لاعب في تلك الليلة".

باليستر قال إن ثنائية هجوم برشلونة كانت الأصعب: "كانوا مثل محركي الدمي يحركون الخيوط طوال الليل".

"روماريو. تركت الملعب وهذه هي المرة الوحيدة في مسيرتي حيث اعتقدت، لم أستطع الاقتراب من الرجل الذي كان من المفترض أن أقوم بمراقبته. كانت حركته وسرعته والأهم من ذلك كله وعيه".

"فيرجسون أعطاني وباركر تعليمات لمراقبته، بعد عدة مرات عندما لم تسر الأمور بشكل جيد قلت لباركر أنت أبق يمينا وأنا سأذهب يسار، إذا طاردنا لاعبا واحدا سنفقد التنظيم والتوازن".

"كنا مخطئين وفيرجي أشار لذلك، لكنه أيضا فكر في الذهاب لكامب نو ومهاجمة برشلونة".

المدرب الأسكتلندي دافع عن خططه في تلك المباراة: "ما يضايقني أنني أمضيت 3 أيام أعدل تمركزنا الدفاعي لأجعلها رجل ضد رجل لمراقبة روماريو، لم أكن لأتحمل مثل هذه الآلام إذا لم أكن أعتقد أن التغيير ضروري".

فيرجسون وصف المباراة "تجربة مهينة، أكبر هزيمة لي منذ أن كنت مديرا لمانشستر يونايتد".

من ناحية أخرى قال كين: "أسلوب لعبنا يعتمد على الكرة الإنجليزية حيث السرعة محمومة من البداية وحتى النهاية، لكننا افتقرنا إلى الدقة والبراعة التكتيكية التي واجهناها في أوروبا".

جاري نيفيل الذي جلس على مقاعد البدلاء قال أيضا: "تلك المرة الوحيدة في مسيرتي الذي لم أرد أن أكون في أرض الملعب".

يونايتد ودع المسابقة أنهى في ذلك الوقت المجموعة خلف جوتنبيرج وبرشلونة.

والفريق الكتالوني خرج من ربع النهائي أمام باريس سان جيرمان.

منذ ذلك الحين خاض مانشستر يونايتد 3 مباريات في ملعب كامب نو، 3-3 في مجموعات الأبطال 1998-99، ثم تعادل سلبي في نصف نهائي 2007-08 و0-3 في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2019-19.

وستكون مواجهة الغد هي الأولى بين الفريقين خارج دوري الأبطال منذ نهائي الكؤوس الأوروبية 1991.