> تلعب الميديا (على أنواعها) أدواراً متعددة في صناعة السينما. هناك تخصصات مختلفة ضمن كل ما هو سينمائي، وفي أحيانٍ هناك مصادر معرفية تجمع كلّ هذه التخصصات تحت سقف واحد.
> يمكن تناول مجلتي «ذا هوليوود ريبورتر» و«فارايتي» كمثالين بارزين: فكلتاهما تأسست قبل أكثر من 80 عاماً. وكلتاهما لا تترك ناحية من نواحي العمل السينمائي إلا وتحدثت فيه. كلتاهما تنطلق من مبدأ أن صناعة السينما تحتوي على كل شيء، وكل واحدة منهما تمارس كل هذه الأشياء مجتمعة.
> تتناول هاتان المجلتان الأخبار. وتنشران مقالات عن النجوم. تغطيان المهرجانات. تطرحان قضايا عن السينمائيين وأخرى عن الأحداث السينمائية حول العالم. كما أن كلتيهما تحتوي على نقدٍ سينمائي في الوقت ذاته.
> هذه فضيلة من لا يرى فروقات بين كل جوانب السينما. للأسف ليس لدينا في العالم العربي ما يوازي ربع هذا الجهد. ما لدينا مجلات نقدية (قليلة لكن الشكر واجب على من يجهد في سبيل استمرارها) أو خفيفة لا معنى لها إذا بقيت أو اختفت.
> عندما تسلمت رئاسة مجلة «فارايتي» في نسختها العربية كان لا بدّ من الالتزام بمنهج المجلة الأم. رغم ذلك عزّزت الجوانب الجادة فيها تبعاً لثقافتي ناقداً. لم أُهمل الجوانب الأخرى، بل كان على المجلة أن تلتزم بالخط الأساسي لها.
> استمرت المجلة لأكثر من عام وبضعة أشهر، ولم تتوقف إلّا لأن المعلنين العرب كانوا حينها يتوجهون إلى المجلة الأصل على أساس أنها أوسع انتشاراً. يمكن تجاوز هذه العقدة لو أُتيح للمجلة الاستمرار لسنة أخرى.
> سنتان هو ما تطلبه أي مجلة قبل أن تسجل فشلاً أو نجاحاً. أعتقد أن «فارايتي أرابيا» لو استمرت إلى اليوم لاستفادت - إعلانياً وتحريرياً - من كل هذا الزّخم والنشاط الحاصلين على صعيد السينما العربية ككل.
> لكن من اشترى رخصة «فارايتي» بالعربية لم يستطع الاستمرار؛ وجدها مكلِفة وهو لم يكن في وارد انتظار عامٍ آخر قبل أن يبدأ بتحقيق أرباحه منها. انسحب وتوقفت المجلة التي كانت فريدة من نوعها عربياً، وذات منهج معلوماتي لم يسبقها مثيلٌ له لا قبل صدورها ولا بعد توقفها.