♦ الملخص:
فتاة لمحت تجاوزات لفظية بين أبيها وزوجة أخيها، وتشك في وجود علاقة محرَّمة بينهما، وهي لا تدري هل تخبر أخاها أم لا؟
♦ التفاصيل:
لَمَحْتُ بعض التجاوزات اللفظية بين أبي وزوجة أخي أكثر من مرة، وقد عَرَفا بما رأيته منهما، لا أدري مدى تطوُّر الأمور بينهما، لكن من الواضح أن ثمة علاقةً محرَّمة بينهما، على أن أبي لا يستطيع اقتراف الحرام الكامل؛ لأنه مريض، وأنا لصدمتي لا أدري ما هو التصرف الصحيح، هل أُخْبِرُ أخي، أم أتظاهر بالغباء؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد:
فمن الواضح أنكِ تشغلين نفسكِ بالناس كثيرًا، ومن ثَمَّ تُركِّبين أفكارًا على أفكار، وينفخ فيها الشيطان حتى تتوهمي أنها حقائق، ثم تنسين أنها مجرد أوهام.
أنتِ لمحتِ تجاوزًا لفظيًّا بينهما، ثم قررتِ أن بينهما علاقةً محرَّمة، ثم اعترفتِ بعجز والدكِ الجنسي، فعلى أي أساس قررتِ وجود علاقة محرمة، ثم تفكِّرين في إبلاغ أخيكِ لتهدمي حياته؟ الحمد لله أن الله جعل هناك ضوابطَ شديدةً لهذا الأمر، وإلا خرِبت كل البيوت؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4].
فلا يجوز لكِ - يا أختي - أن تقذفي زوجة أخيكِ - ومع أبيك وهذه مصيبة جديدة هكذا جُزافًا - لمجرد تبادلهما ألفاظًا تحسبينها خارجة.
وورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال: ((يا رسول الله، إنْ وجدتُ مع امرأتي رجلًا، أأمهله حتى آتيَ بأربعة شهداء؟ قال: نعم))؛ [رواه مسلم].
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ولكِ أن توجِّهي نصحًا لزوجة أخيكِ بالأدب والحكمة بألَّا تتجاوز في الحديث الذي تعتبرينه غير لائق، وتوضِّحي لها أن ذلك إنما يكون طاعةً لله وسدًّا لأبواب الشيطان، وحفاظًا على صورتهما أمامكِ، ولكن لا بد من هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النصح باللين والحفاظ على شرفها وبيتها.
وكل هذه المشاكل تأتي من كثرة المخالطة، فحاولوا أن يكون مجلس النساء خاصًّا بهن، والرجال كذلك، وهذا يسير جدًّا في مجتمعكم، والحمد لله.
وفي النهاية والد الزوج من المحارم، ولها أن تجالسه وتقدِّم له الطعام والدواء بلا حرج، ولكن ما دامت أبوابُ شرٍّ قد تُفتَح، فالأفضل تقليل الاختلاط.