ترتبط الجزائر وموسكو بعلاقات تاريخية سواء على المستوى الاقتصادي مع تبادلات تجارية بأكثر من 3 مليارات دولار، أو على المستوى السياسي والاستراتيجي، خاصة أن روسيا أكبر مورد للسلاح لأكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.
وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة "تدوم ثلاثة أيام" على ما أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، وينتظر أن يتخلل الزيارة لقاء بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات شراكة في مجالات التعاون الاقتصادية والسياسية.
وسيشارك تبون خلال هذه الزيارة في أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ والذي سينعقد من 14 حزيران/يونيو لغاية 17 منه، وفق البيان.
وسبق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الكشف عن وثيقة لشراكة استراتيجية بين البلدين في أيار/مايو 2022، وذلك استجابة للتطور السريع للعلاقات الودية والوثيقة بين البلدين في جميع المجالات.
تربط بين الجزائر وموسكو علاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي مع تبادلات تجارية بأكثر من 3 مليارات دولار، أو على المستوى السياسي. كما يُعد التعاون العسكري عنصراً أساسياً في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، خاصة أن روسيا تُعد المسلح الأول للجيش الجزائري منذ الاستقلال سواء في مجال الطيران الحربي أو أنظمة الصواريخ الدفاعية.
ويمثل الدعم الروسي ورقة مهمة للجزائر لدخول تكتّل "بريكس" نهاية 2023، وكان تبون قد صرّح بأن السفير الروسي لدى الجزائر، فاليريان شوفايف، أكد في أيلول/سبتمبر الماضي أنّ بلاده لا تعارض انضمام الجزائر إلى المجموعة الاقتصادية، بعد إتمام الإجراءات والشروط اللازمة.
ويفترض أن يكون استغلال منجم الحديد الضخم في غار جبيلات في الجنوب الغربي للجزائر، على طاولة النقاش كذلك، حيث تُستخدم تكنولوجيا روسية من أجل فصل خام الحديد عن الفوسفور الموجود بنسبة عالية في المنجم.
سيسمح ذلك بالانتقال من استخراج 3 ملايين إلى 50 مليون طن سنوياً من خام الحديد، مما سيُمكّن من إنتاج 12 مليون طن من الحديد السائل، ويكمن الرهان الأول بالنسبة للجزائر من وراء استغلال منجم غار جبيلات، في توفير المادة الأولية لخام الحديد التي تستوردها سنوياً بنحو مليار دولار.
وتأتي زيارة الرئيس الجزائري إلى روسيا في ظل حركة دبلوماسية جزائرية زار خلالها تبون دولة البرتغال، ومن المرتقب أيضا أن يزور فرنسا. كما تبحث الجزائر عن توسيع آفاق تعاونها الاقتصادي وتفعيل شراكات جديدة تتيح لها تنويع اقتصادها الذي ظل مقتصراً على مداخيل المحروقات.
لكن يرى محللون سياسيون جزائريون أن "توقيت الزيارة خاطئ من الناحية الإقليمية، إذ أنها تأتي رداً على النظام المغربي الذي يعزز علاقاته مع إسرائيل، وبالتزامن مع مناورات تجري بالقرب من الحدود المغربية الجزائرية، بينما روسيا غريقة في أوكرانيا".
وكانت الجزائر قد أبدت خلال رئاستها للقمة العربية، الحياد في التعاطي مع الحرب التي تخوضها روسيا في الأراضي الأوكرانية. وصرّح تبون أن بلاده "لا تدين العملية العسكرية الروسية ولا تؤيّدها" وإن "موقفها هو عدم التحيز لأي طرف".