حسب المحكمة، فإن الإدعاء فشل في إثبات ما يكفي من أن الاندماج بين "سامسونغ سي أند تي" و"شال للصناعات" قد تمّ بشكل غير قانوني بهدف تعزيز سيطرة لي على سامسونغ للإلكترونيات.
برأت محكمة كورية جنوبية رئيس شركة سامسونغ للإلكترونيات لي جاي يونغ من جرائم مالية، تتعلق باندماج مثير للجدل بين الشركات التابعة لمجموعة سامسونغ في العام 2015، مما شدد قبضته على أكبر شركة في كوريا الجنوبية.
ومن الممكن أن يخفف الحكم، الذي أصدرته محكمة منطقة سيول المركزية المشاكل القانونية، المتعلقة بوريث سامسونغ بعد أقل من عامين من العفو عنه بإدانة منفصلة بالرشوة في فضيحة فساد أطاحت بحكومة كوريا الجنوبية السابقة.
وبحسب المحكمة، فإن الإدعاء فشل في إثبات ما يكفي من أن الاندماج بين "سامسونغ سي أند تي" و"شال للصناعات" قد تمّ بشكل غير قانوني بهدف تعزيز سيطرة لي على سامسونغ للإلكترونيات.
وكان الادعاء قد طالب بعقوبة السجن لمدة خمس سنوات على لي، والذي اتهم بالتلاعب في أسعار الأسهم والاحتيال المحاسبي. ولم يتضح على الفور ما إذا كانوا سيستأنفون.
ونفى لي ارتكاب أي مخالفات في القضية الحالية، واصفا اندماج 2015 بأنه "نشاط تجاري عادي". من جهته أشاد يو جين كيم، محامي لي، بالمحكمة لتأكيدها أن الاندماج كان قانونيا.
لي، وريث شركة من الجيل الثالث تم تعيينه رسميًا رئيسًا لشركة سامسونغ للإلكترونيات في أكتوبر-تشرين الثاني 2022، وقاد مجموعة شركات سامسونغ منذ العام 2014، عندما أصيب والده الراحل، الرئيس السابق كي كون هيه، بنوبة قلبية.
وقضى لي جاي يونغ 18 شهرًا في السجن بعد إدانته عام 2017 بتهم رشوة منفصلة تتعلق بصفقة في العام 2015. وحُكم عليه في الأصل بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تقديم رشاوى بقيمة 8.6 مليار وون أي 6.4 مليون دولار إلى الرئيسة آنذاك بارك جيون هاي، وصديقتها المقربة للفوز بدعم الحكومة لعملية الاندماج في عام 2015، والتي كانت أساسية لتعزيز "سيطرته" على إمبراطورية أعمال سامسونغ وترسيخ خلافة القيادة من الأب إلى الابن.
وتم إطلاق سراح لي بموجب عفو مشروط في عام 2021، ثم عفا عنه الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في أغسطس-آب 2022، في خطوات مددت تاريخًا من التساهل تجاه جرائم الياقات البيضاء الكبرى في كوريا الجنوبية والمعاملة التفضيلية لأباطرة الأعمال المدانين.
وعارض بعض المساهمين عملية الإندماج في عام 2015، قائلين إنها أفادت عائلة لي بشكل غير عادل بينما أضرت بمساهمي الأقلية.
وكان هناك أيضاً غضب عام بشأن الكيفية التي انخفضت بها حصة صندوق التقاعد الوطني في شركة "سامسونغ سي آند تي"، الكيان المندمج، بما يقدر بمئات الملايين من الدولارات، بعد أن ضغطت بارك على هيئة التقاعد الوطنية لدعم الصفقة.
كما أدينت بارك وصديقتها المقربة في الفضيحة، ونظم الكوريون الجنوبيون الغاضبون احتجاجات ضخمة لعدة أشهر للمطالبة بإنهاء العلاقات المشبوهة بين قطاع الأعمال والسياسة. وأدت المظاهرات في النهاية إلى إقالة بارك من منصبها.
واجتاز لي واحدة من أصعب فتراته كزعيم لواحدة من أكبر الشركات المصنعة لرقائق الكمبيوتر والهواتف الذكية في العالم، مع الحرب الروسية-الأوكرانية وغيرها من التوترات الجيوسياسية التي أضرت بالاقتصاد العالمي وتقلص الإنفاق على التكنولوجيا.
أعلنت الشركة الأسبوع الماضي عن انخفاض سنوي بنسبة 34 في المائة في أرباح التشغيل للربع من أكتوبر-تشرين الأول إلى غاية ديسمبر-كانون الأول، إذ أدى تباطؤ الطلب على المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية إلى تعويض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس من سوق شرائح الذاكرة الذي يزدهر ببطء.