على مر السنين، عانت جمهورية داغستان بجنوب روسيا، الواقعة في منطقة شمال القوقاز، من أعمال عنف متطرفة.
لقد عانت داغستان من أعمال العنف منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما تم دفع المتمردين المسلحين المشاركين في الحروب الانفصالية في الشيشان المجاورة إلى المنطقة، نتيجة لضغوط من قوات الأمن الروسية والزعيم الشيشاني ذو القبضة الحديدية رمضان قديروف.
وكانت التفجيرات والهجمات المتكررة على الشرطة و لا سيما عمليات الاختطاف، التي يُلقى باللوم فيها على المتطرفين، شائعة في المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن.
وتراجعت نسبة العنف بعد فرض إجراءات أمنية قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي، ويعتقد أن الآلاف من المسلحين قد غادروا سوريا والعراق للقتال إلى جانب متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية هناك.
كما أدت جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا إلى انخفاض وتيرة العنف.
قال هارولد تشامبرز، المحلل السياسي والأمني المتخصص في شمال القوقاز: إن الأقليات العرقية تخدم في أوكرانيا بأعداد غير متناسبة، وتم تداول مقاطع فيديو في أكتوبر 2022 لاحتجاجات في داغستان بسبب شكاوى من أن سكانها يقدمون مجندين أكثر من أي مكان آخر.
وفي إشارة إلى أن الأعمال المتطرفة لا تزال متأججة، قامت حشود بأعمال شغب في مطار محج قلعة في أكتوبر/تشرين الأول، واستهدفوا رحلة جوية قادمة من إسرائيل. واندفع مئات الرجال، بعضهم يحمل لافتات عليها شعارات معادية للسامية، إلى المدرج وطاردوا الركاب ورشقوا الشرطة بالحجارة. وأصيب أكثر من 20 شخصاً، ولم يكن أي منهم إسرائيلياً.
أوكرانيا
يقول تشامبرز إن عدة عوامل تساهم في الاضطرابات في داغستان، بما في ذلك المتعاطفون مع القضية الأوكرانية و"القمع الروسي المستمر والمشدد، لا سيما في أعقاب الاحتجاجات واسعة النطاق المناهضة للتعبئة في سبتمبر 2022".
وتابع: ساهم الاتجاه السائد في تطرف الشباب في ما رأيناه في محج قلعة وديربنت. وحتى الآن، لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات.
وأشادت قنوات "تليغرام" المرتبطة بالجماعة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية والتي نفذت مذبحة قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، بهجوم يوم الأحد الذي شنه على حسب قولهم "إخواننا من القوقاز"، لكنها لم تذكر تورطها في داغستان.
وألقى الحاكم سيرغي مليكوف باللوم على "الخلايا النائمة" الإسلامية الموجهة من الخارج، لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى، وقال في بيان بالفيديو إن المهاجمين كانوا يهدفون إلى "بث الذعر والخوف"، وحاولوا ربط الهجوم بجيش موسكو.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد سعى إلى إلقاء اللوم على أوكرانيا في الهجوم الذي وقع في قاعة مدينة كروكوس في مارس/آذار، مرة أخرى دون دليل، وعلى الرغم من إعلان المسؤولية من قبل فرع تنظيم ال دولة الإسلامية، فقد نفت كييف بشدة أي تورط لها.