بيوت ملأها الوحل وسيارات جرفتها السيول... هكذا بدا المشهد في اليونان بعد عاصفة "إلياس"

منذ 1 سنة 108

لم تكد اليونان تستفيق من صدمة عاصفة "دانيال" التي جلبت معها أمطارًا غزيرة وفيضانات مميتة، حتى ضربت وسطَ البلاد عاصفة جديدة أسفرت عن فيضانات وانزلاقات ترابية وسيول اجتاحت المنازل والطرقات.

واصلت عناصر من الجيش وقوات الإطفاء وخدمات الدفاع المدني الخميس مواجهة فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة اجتاحت وسط اليونان مجددا، بعد ثلاثة أسابيع فقط على مرور العاصفة دانيال الكارثية.

ومنذ مساء الأربعاء، تضرب عاصفة جديدة سُميّت "إلياس" مدينة فولوس عاصمة مقاطعة مغنيسيا، وجزيرة يوبوا، وإقليم فثيوتيدا، ما أدى إلى فيضان أنهار وانزلاقات ترابية وانهيار سدود واجتياح المياه لطرق ومنازل، وفقا لعناصر الإطفاء.

وقالت طواقم الإطفاء إنها ساعدت أكثر من 250 شخصًا في المنطقة المحيطة بمدينة فولوس في وسط البلادK بمعاونة الجيش واستخدم عناصرها قوارب مطاطية وسيارات خاصة للوصول إلى السكان المحاصرين. 

وأفاد عناصر الإطفاء بسقوط مروحية خاصة صباح الخميس قبالة جزيرة يوبوا، بسبب سوء الأحوال الجوية، وما زالت عمليات البحث جارية للعثور على راكبَيها.

وانقطعت الكهرباء عن جزء كبير من مدينة فولوسK وغمرت المياه أقسامًا من المستشفى المحلي، على الرغم من استمرار تشغيله. وقال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماع مع كتلته البرلمانية: "تتجه أفكارنا اليوم إلى فولوس ويوبوا".

وتوقع المتحدث باسم عناصر الإطفاء فاسيليوس فاثراكويانيس أن تنحسر العاصفة مساء الخميس، مستنداً إلى الأرصاد الجوية، لكنه أكد أن "فرق الإنقاذ ستبقى في مواقعها". وتتعافى فولوس التي يسكنها نحو 140 ألف نسمة بصعوبة بعد العاصفة دانيال التي ضربتها في بداية أيلول/ سبتمبر وتسببت بهطول أمطار غزيرة على ثيساليا حيث يمتد سهل رئيسي في مجال الإنتاج الزراعي في اليونان، على بعد حوالى 400 كيلومتر شمال أثينا.

وحُرمت فولوس من المياه الصالحة للشرب لأكثر من أسبوعين في وقت سابق من هذا الشهر، ولم تُصلـَح كل الأضرار التي لحقت بشبكة المرافق العامة فيها بعد. 

وقالت إيليني كونستانتاتو التي تقطن في فولوس باستياء: "هذا الأسبوع أكملت السلطات تنظيف المناطق المتضررة (من جراء العاصفة دانيال)".

وأضافت كونستانتانتو قوله: "بدأت الأمطار تهطل أمس (الأربعاء) لكننا اعتقدنا أنها أمطار خفيفة، ولم نتوقع أن تغمر المياه المنطقة مرة أخرى (...). عدنا إلى المربع الأول".

وخلّفت العاصفة دانيال 17 قتيلاً في ثيساليا، ودمرت المحاصيل فيها، وقضت على عشرات آلاف الحيوانات في المزارع. وبعد اليونان، تحركت العاصفة دانيال جنوبا وضربت ليبيا، وبالأخص مدينة درنة، مما أسفر عن مقتل 3875 شخصًا على الأقل.