سلط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الضوء حول الفرق بين جهود البحث الدولية التي سُخّرت للبحث عن الغواصة المفقودة، في حين تُرك أكثر من 700 مهاجر عرضة للموت غرقًا دون من تسخير أي طواقم بحرية لإنقاذهم.
اتجهت أنظار العالم هذا الأسبوع نحو حدثين صادمين، لا يبدو للوهلة الأولى أن شيئاً يربط بينهما، الأول هو غرق قارب للمهاجرين قبالة سواحل اليونان، كان محمّلا بأكثر من 700 مهاجر، لا يزال أقاربهم في بحث محموم عن مصيرهم، والثاني الغواصة المفقودة تيتان التي ذهبت لاستكشاف حطام السفينة تيتانيك، فلقيت المصير نفسه.
ورغم التعاطف مع أسر ركّاب الغواصة الخمسة الذين أُعلن عن مصرعهم، لكن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمقارنات بين التعاطي مع الحادثين، والفرق بين جهود البحث الدولية التي سُخرت لغواصة "الأثرياء"، في حين ترك المهاجرون البسطاء لمصيرهم.
منظمة هيومن رايتس ووتش على سبيل المثال، أشارت إلى هذه الإزدواجية في المعايير قائلة: "بينما يلتفت العالم إلى غواصة تيتان المفقودة، يغض الطرف في المقابل عن المأساة التي وقعت قبالة السواحل اليونانية".
ميزانية مفتوحة وموارد غير محودة تسخر لفقدان غواصة على متنعها 5 أشخاص دفع كل منهم 250 ألف دولار كي يكون على متن الرحلة، واستخفاف تام بحياة الهاربين من بطش الحروب بحثاً عن لقمة العيش. أثارهذا الكثير من التساؤلات حول من نقدّر حياته أكثر؟ وما إذا كان بعض البشر أكثر قيمة من غيرهم؟
لكن الإجابة نحن متعطشون للقصص التي تفوح منها رائحة المغامرة والفضول والرفاهية، لا لتلك التي تفوح منها رائحة الخوف واليأس، وكما تظهر الدراسات علم النفس الاجتماعي، فإن إحساسنا بالتعاطف مع الآخرين يمكن أن يخوننا. فنحن غالبًا ما نتجاهل آلام الناس لتحرير أنفسنا من الشعور بالمسؤولية تجاههم، لذلك أشحنا النظر عن القارب الغارق وتعلّقت أنظارنا بالغواصة المفقودة، نتطلع إلى العدّ التنازلي لنفاد الأوكسجين.
لكن ثمة خيط خفي يربط بين الضحايا كلهم وهو حس "المجازقة"، فلكل شخص منا تقدريه الخاص لما يستحق المجازفة من أجله، هؤلاء يجازفون من أجل حياة أفضل والآخرون كي يروا ما لم يره أحد قبلهم، مع فارق أن المهاجرين لم يكونوا راغبين في الإثارة، لقد استسلموا فقط لخطر الصعود على متن قارب متهالك ومكتظ، لأن البقاء في بلدانهم أكثر خطورة.