بيلاروسيون يصلون كي لا تمتد نيران الحرب في أوكرانيا إلى بلادهم فجل ما يصبون إليه هو السلام

منذ 1 سنة 192

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 24/02/2023 - 11:39

الأوكرانية فالنتينا لابكو التي تعيش في بيلاروس ترسم إشارة الصليب على وجهها بالقرب من العاصمة مينسك

الأوكرانية فالنتينا لابكو التي تعيش في بيلاروس ترسم إشارة الصليب على وجهها بالقرب من العاصمة مينسك   -  حقوق النشر  NATALIA KOLESNIKOVA/AFP

تسير بيلاروس حليفة روسيا الوحيدة على حبل مشدود مع خشية من الانجرار إلى الحرب في أوكرانيا فيما يؤكد رئيسها دعمه لنظيره الروسي الذي استخدم أراضي هذه الجمهورية السوفياتية السابقة لشن الهجوم قبل سنة على كييف.

تقول أولغا فيليبوفيتش وهي أرملة في الخامسة والثلاثين "نصلي من أجل السلام".

تجنب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حتى الآن إرسال قواته إلى أوكرانيا، لكنه اتهم في خطابات رنانة كييف بالسعي إلى مهاجمة بلده معلناً استعداده الزج بجيشه للقتال إذا لزم الأمر.

وقال لوكاشينكو الأسبوع الماضي "هذا الأمر لا ينطبق فقط على أوكرانيا بل على كل الجيران الآخرين. إذا اعتدوا على بيلاروس فسيكون الرد قاسياً جداً". لكن أحداً لا يريد أن تشارك بيلاروس في الحرب، أكان في بلدة زاسلايي حيث تقيم أولغا فيليبوفيتش أو في العاصمة مينسك.

وتؤكد أولغا أن الجميع قلقون، مشيرة إلى أنها تتابع الأحداث عبر التلفزيون باكية مع جدتها الناجية من الحرب العالمية الثانية التي حصدت عدداً كبيراً من مواطني بيلاروس.

"لا أريد إرسال ابني إلى الحرب"

ترى أولغا وجدتها وعدد من المواطنين الذين التقتهم خلال مهمة قلما تحدث في بيلاروس التي تحكم بقبضة من حديد والخاضعة لعقوبات غربية، أن ثمة شعوراً عاماً بضرورة تجنب هذه الحرب.

لم يعد أحد يردد اتهامات روسيا التي تعتبر أن سلطة نازية معادية لموسكو تحكم أوكرانيا.

يوليا سكاتشكو البالغة 32 عاماً تقول إنها تدعم رئيس البلاد معتبرة أن الحكومة "تجعلني أشعر بالأمان". لكنها تخشى أن يضطر الرجال إلى التوجه إلى الجبهة الأوكرانية يوماً ما كما حصل في روسيا عندما جند الكرملين مئات آلاف جنود الاحتياط.

وتقول يوليا سكاتشكو الباحثة عن عمل بعدما انتهت من عطلة أمومة: "لا أريد أن أقلق من أنني سأربي ابني ليذهب إلى الحرب".

"أي أمل في المستقبل هنا؟"

وفي زاسلايي عند مدخل كنيسة صغيرة بيضاء تعود للقرن السادس عشر تتبادل متقاعدتان أطراف الحديث. فالنتينا لابكو أوكرانية الأصل وإيكاترينا ركوشينا روسية وهما تقيمان في بيلاروس منذ الحقبة السوفياتية. وتقول إيكاترينا: "هي أوكرانية وأنا روسية ونتشارك القلق نفسه".

يغلب التأثر على فالنتينا البالغة 72 عاماً ولا تريد الحديث عن الحرب. لكنها تؤكد في المقابل أنها لم تتعرض يوماً للانتقاد على غرار مواطنيها. وتؤكد هذه المتقاعدة أن أصدقاءها لديهم موقف ودي من أوكرانيا.

وتتساءل فالنتينا قائلة: "أشعر بالأسى على الجميع، يجب أن يكون لدى الجميع أمل بالمستقبل، لكن أي أمل هنا؟".

في وسط مينسك عاصمة البلاد يؤكد يفغيني بريستيريف البالغ 64 عاماً أنه قلق بالتأكيد من احتمال دخول بيلاروس الحرب. ويقول المجند السابق في الجيش الأحمر الذي خدم في أوديسا في أوكرانيا، بحزم وهو يصطاد في بحيرة "ما كان ينبغي لذلك أن يحدث" مضيفاً "نحن (الشعوب) لسنا منقسمين بل الدول هي التي تقسمنا". 

ويشدد على أنه لا يزال على اتصال بزملائه الأوكرانيين. وتلخص إيكاترينا راكوشينا الوضع بقولها "جل ما نصبو إليه هو السلام".