عاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف إلى دائرة الجدل، بعد تورط أحد أعضائه في ولاية ساكسونيا، يورغ دورناو، في استغلال سجناء سياسيين من بيلاروس للعمل في مزرعة البصل الخاصة به في مينسك.
ووفقا لتقارير إخبارية بيلاروسية، استغل دورناو هؤلاء السجناء للعمل في مزرعته الخاصة بالبصل، بعد توقيعه اتفاقا مع أحد مراكز احتجاز المجرمين في بيلاروس، حيث تم توظيف المعتقلين المدانين بجرائم سياسية في شركته الزراعية.
ومنذ الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بيلاروس عام 2020، والتي اعتبرت مزورة على نطاق واسع، كثفت حكومة ألكسندر لوكاشينكو قمعها للمعارضة، مما أدى إلى اعتقال عدد كبير من الناشطين والمعارضين السياسيين.
أحد العمال في مزرعة دورناو، الذي اعتقل في فبراير 2024 بسبب تفاعله مع منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف الظروف القاسية التي عاشها أثناء عمله في المزرعة.
وقال إنه كان يقوم بجمع البصل مقابل أجر زهيد يبلغ حوالي 5 يورو في اليوم. وأشار إلى أن يوم العمل كان يبدأ بوجبة إفطار تُقدم في السابعة صباحًا، ولا يُسمح لهم بالطعام أو الماء حتى نهاية يوم العمل عند الساعة الثامنة مساءً.
الظروف المعيشية كانت مروعة أيضا، إذ نقل العمال إلى مأوى تحت الأرض يفتقر لأبسط وسائل الراحة، مما جعلهم يعانون من البرد القارس.
وقال العامل: "كان القبو سيئا للغاية، والناس يرتدون ملابس غير مناسبة للطقس، مما جعل أيدينا وأقدامنا تتجمد". وأضاف بنبرة ساخرة أن البصل الذي كان يفرزه بدا "لذيذا" بسبب شدة الجوع.
وأشار إلى أن العمل كان تحت إشراف شخص يتمتع بسلطة اتخاذ القرار بخصوص دفع الأجر للعمال. كما أكد السجين أن العمل لم يكن إجباريا، وكان من المقرر أن تستخدم الأموال المكتسبة في صيانة مركز الاحتجاز.
فيما رفض دورناو التعليق حول هذه الواقعة.
من جانبه، صرح النائب الهولندي في البرلمان الأوروبي، تيخس روتن، قائلا: "وجود أكثر من 1,340 سجينا سياسيا في بيلاروس، وصمودهم المستمر رغم الظروف القاسية، يضع علينا جميعا مسؤولية رفع أصواتنا نيابة عنهم. علينا أن ندعو الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى تكثيف جهودهم واتخاذ خطوات إضافية لدعم هؤلاء السجناء".
وقال أندرياس هارلاس، المتحدث باسم حزب البديل من أجل ألمانيا في ساكسونيا، في حديث صحفي "تظل قرينة البراءة قائمة حتى يتم التوضيح القانوني الكامل."
يمثّل دورناو الحزب الشعبوي اليميني المتطرف منذ عام 2019 وقد تعرض للتدقيق بسبب تعاملاته التجارية في بيلاروس، وهي دولة صديقة لروسيا يحكمها لوكاشينكو بقبضة حديدية.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان البيلاروسية "فياسنا"، هناك أكثر من 1300 سجين سياسي في بيلاروس حتى يوم الثلاثاء.