بيل غيتس يكشف عن أمور تمنى معرفتها أثناء شبابه

منذ 1 سنة 165

أخيراً، كشف بيل غيتس عن الأمور الخمسة التي يتمنى لو قالها لنفسه في شبابه. فقد تحدث المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت" أخيراً، إلى خريجي "جامعة شمال أريزونا" في الولايات المتحدة التي منحته دكتوراه فخرية وحيث ألقى خطاب افتتاح حفل التخرج السبت 13 مايو (أيار) الحالي.

وشارك الملياردير البالغ من العمر 67 عاماً الطلاب النصيحة التي لم يقدمها له أحد أبداً في يوم تخرجه، خصوصاً أن ذلك المتسرب من الكلية، بحسب وصفه لنفسه، ترك "جامعة هارفرد" بعد ثلاثة فصول دراسية كي يؤسس شركة "مايكروسوفت".

خلال حديثه إلى الخريجين في "جامعة شمال أريزونا"، تمثلت أول نصيحة قدمها لهم بأن "الحياة ليست مسرحية مؤلفة من فصل واحد".

وجاء في خطاب غيتس، "ربما تواجه الآن ضغوطاً نفسية كثيرة إزاء اتخاذ القرارات الصحيحة في شأن حياتك المهنية. وربما تبدو هذه القرارات دائمة، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك، ما ستفعله غداً، أو خلال السنوات الـ10 المقبلة، يجب ألا يكون ما تفعله طيلة حياتك".

بينما اعتقد غيتس أنه سيمضي حياته المهنية برمتها في "مايكروسوفت"، أقر بأن "وظيفته بدوام كامل" أصبحت الآن العمل الإنساني الخيري عبر مؤسسة "بيل أند ميليندا غيتس" غير الربحية التي أسسها مع زوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس. وفي رأيه، "ليس تغيير رأيك أو الحصول على مهنة ثانية أمراً مقبولاً فحسب، بل من شأنه أن يكون خطوة جيدة جداً".

وتجسدت النصيحة الثانية التي تمنى غيتس أن يسمعها عند تخرجه، بأنه "لن تكون أبداً ذكياً إلى حد أنك ستعرف كل شيء ولن تختلط عليك الأمور"، وفق كلماته. وأبلغ الملياردير الخريجين أنهم في مرحلة ما من حياتهم المهنية سيجدون أنفسهم في مواجهة مشكلة يعجزون عن حلها بأنفسهم. وفي تلك اللحظة، سأل غيتس الطلاب ألا يصابوا بالذعر بل أن "تلتقطوا أنفاسكم" ثم، "ترغموا أنفسكم على التفكير ملياً في الأمور".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك نصح غيتس الخريجين بأن يجدوا "أشخاصاً أذكياء يتعلمون منهم"، من قبيل الزملاء الذين يتمتعون بخبرة أكبر، أو زميل خريج لديه منظور مختلف، أو خبير في المجال. وأقر أن "كل ما أنجزته تحقق لأنني بحثت عن أشخاص آخرين لديهم معرفة أكبر. يريد الناس مساعدتك. ويكمن السر في عدم الخوف من السؤال".

ثالثاً، طلب غيتس من الطلاب "الانجذاب نحو العمل الذي يحل معضلة مهمة".

وأشار قطب التكنولوجيا إلى أن كثيراً من الشباب يدخلون سوق العمل في ظل وجود "مشكلات مهمة لا بد من إيجاد حل لها"، مثل أزمة تغير المناخ أو التحيزات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن المرء حينما يصرف أيامه "في البحث عن حل لمشكلة مستعصية، فإنه يتشجع على أداء أفضل أعماله، إذ يدفعك ذلك إلى أن تكون أكثر إبداعاً، ويعطي حياتك معنى فائق الأهمية".

وكذلك عبر غيتس عن النصيحة الرابعة "البسيطة"، بكلمات تضمنت "ألا تقللوا من شأن القوة التي تختزنها الصداقة". واستذكر صديق طفولته بول ألين الذي انضم إلى غيتس في تأسيس "مايكروسوفت". وأشار غيتس إلى أن الأصدقاء يشكلون أيضاً "مصدراً عظيماً للدعم والمعلومات والنصائح في المستقبل".

وفي النهاية، مهد غيتس لنصيحته الأخيرة لخريجي "جامعة شمال أريزونا"، بإقراره بأنه كان "سيستعين بها كثيراً" [لو عرفها في حينه].

ووصف تلك النصيحة بكلمات من بينها، "لن تكون متكاسلاً إذا هونت الأمور عليك ومنحت نفسك بعض الراحة"، مضيفاً أنه قد استغرق "وقتاً طويلاً قبل أن يتعلم" نصيحته الأخيرة. وأوضح الشريك المؤسس لـ"مايكروسوفت" أنه لم يدرك إلا متأخراً أن "في الحياة ما هو أكثر من العمل".

وأضاف غيتس، "حينما كنت في عمركم، لم أكن أؤمن بالإجازات. لم أكن أؤمن بعطلة نهاية الأسبوع. دفعت الجميع من حولي إلى العمل طيلة ساعات طويلة. في الأيام الأولى لشركة "مايكروسوفت"، كان مكتبي يطل على موقف السيارات. وكنت أتتبع كل من كان يغادر مبكراً ومن يبقى متأخراً".

وأوضح غيتس أنه، "مع تقدمي في السن، خصوصاً حينما أصبحت أباً، أدركت أن في الحياة أموراً أهم من العمل. لا تستغرقوا مثلي كثيراً من الوقت قبل أن تستخلصوا هذا الدرس. خصصوا وقتاً لتعزيز علاقاتكم بالآخرين والاحتفال بنجاحاتكم والتعافي من خسائركم. خذوا قسطاً من الراحة عند الحاجة. تعاملوا برفق ولطف مع المحيطين بكم، حين حاجتهم إلى ذلك".