بلفاست تستعد لاستقبال بايدن في ذكرى مرور ربع قرن على اتفاق السلام في إيرلندا الشمالية

منذ 1 سنة 129

  يصل الرئيس الاميركي جو بايدن إلى بلفاست الثلاثاء لتدشين الاحتفالات بمرور الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق السلام الذي أنهى ثلاثة عقود من الصراع الدامي في ايرلندا الشمالية.

وسيكون في استقبال بايدن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. بينما سيتم احياء الذكرى في أجواء عودة التوتر السياسي ومخاوف أمنية.

وقام شبان ملثمون بإلقاء زجاجات حارقة على سيارات الشرطة الإثنين خلال تظاهرة جمهورية غير مرخصة في لندنيري. وعلى الرغم من التوتر السياسي، أكد مسؤولون اميركيون أن بايدن "متحمس للغاية" للقيام بهذه الرحلة.

وقال جون كيربي المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين الإثنين "الرئيس بايدن يهتم بشدة بإيرلندا الشمالية ولديه تاريخ طويل في دعم السلام والاستقرار هناك".

وسيلقي بايدن خطابا الأربعاء في جامعة في بلفاست يركز فيه على "التقدم الهائل" منذ توقيع الاتفاق عام 1998.

وسيلتقي الرئيس الاميركي أيضا، بحسب وسائل اعلام بريطانية مع الأحزاب السياسية الرئيسية في إيرلندا الشمالية. ووردت تقارير تفيد أنه سيضغط على "الحزب الوحدوي الديموقراطي" لاستئناف تقاسم السلطة.

ويعرقل "الحزب الوحدوي الديموقراطي" المتمسك بارتباط المقاطعة بالمملكة المتحدة عمل السلطة التنفيذية منذ أكثر من عام عبر رفضه المشاركة في الحكومة ما لم يتم التخلي عن أحكام ما بعد بريكست التي تهدف إلى تجنب عودة الحدود المادية مع أيرلندا.

ويرفض "الحزب الوحدوي الديموقراطي" إعادة التفاوض بشأن البروتوكول الذي يهدف إلى معالجة المخاوف الوحدوية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وبعد بلفاست، يتوجه بايدن إلى جمهورية أيرلندا، حيث يزور العاصمة دبلن ومقاطعات لاوث (شرق) ومايو (غرب) التي يتحدر منها أجداده الذين هاجروا، على غرار آخرين، في منتصف القرن التاسع عشر هرباً من المجاعة التي شهدتها البلاد، ليستقروا أخيراً في ولاية بنسلفانيا.

وسيلقي بايدن كلمة في دبلن يشيد فيها "بالعلاقات العميقة والتاريخية التي توحد أمتينا وشعبينا".

سلام هش

في العاشر من نيسان/ابريل 1998 في يوم الجمعة العظيمة الذي يسبق عيد الفصح المسيحي، انتزع الجمهوريون المؤيدون لإعادة توحيد مقاطعتهم مع إيرلندا والوحدويون المصرون على البقاء داخل المملكة المتحدة، اتفاق سلام لم يكن متوقعا بعد مفاوضات مكثفة شاركت فيها لندن ودبلن وواشنطن.

في السنوات التي أعقبت اتفاق السلام، سلمت المجموعات العسكرية سلاحها وغادرت القوات البريطانية. لكن احياء الذكرى السنوية سيتم دون احتفالات حيث يبدو السلام في إيرلندا الشمالية أكثر هشاشة مما كان عليه في 1998.

أنهى اتفاق الجمعة العظيمة ثلاثة عقود من أعمال عنف أسفرت عن 3500 قتيل بين الوحدويين ومعظمهم من البروتستانت، والجمهوريين الكاثوليك بمعظمهم.

المؤسسات المحلية التي تم إنشاؤها عقب الاتفاق والتي من المفترض أن توحد المجتمعات، مشلولة منذ أكثر من عام بسبب الخلافات المرتبطة بعواقب مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

في هذا السياق الصعب، رفعت أيرلندا الشمالية مستوى التهديد الإرهابي بعد محاولة اغتيال ضابط شرطة في شباط/فبراير بأيدي أعضاء مجموعة جمهورية منشقة. وتقرر استقدام أكثر من 300 عنصر أمن من المملكة المتحدة بمناسبة قدوم بايدن إلى المقاطعة.

تستمر زيارة بايدن أربعة أيام. وسيلتقي في جمهورية أيرلندا المجاورة رئيس الوزراء ليو فارادكار والرئيس مايكل هيغينز الخميس، ويشارك في احتفالات السلام، ويلقي خطابا أمام البرلمان الإيرلندي وسيحضر مأدبة عشاء في قلعة دبلن.

وسيتوجه بايدن الجمعة إلى مقاطعة مايو ويزور بلدة بالينا التي يتحدر منها.