بكين توسع نفوذها في الشرق الأوسط وتعلن عن "شراكة استراتيجية" مع السلطة الفلسطينية

منذ 1 سنة 135

كان وزير الخارجية الصيني تشين غانغ قد أبلغ في نيسان/أبريل نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني استعداد بلاده للمساعدة في محادثات سلام، في اتصالين منفصلين.

أعلنت الصين، الأربعاء، عن إقامة "شراكة استراتيجية" مع السلطة الفلسطينية خلال زيارة يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بكين تستمر حتى الجمعة. 

ويأتي الإعلان في سياق صيني أوسع لتوسيع نفوذ بكين السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، حيث هناك منافسة مع الولايات المتحدة. 

وتشير وكالة أسوشييتد برس الأمريكية إلى أن الصين تسعى لتأمين موارد الطاقة والأسواق لصادراتها العسكرية والمدنية، بينما "تسوق بدعم من روسيا لنموذج سلطوي من الأنظمة الحاكمة، في تحدّ واضح للنموذج الغربي الديمقراطي". 

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حفل استقبال في قاعة الشعب الكبرى "الصين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع الجانب الفلسطيني، في مواجهة قرن من التغيرات العالمية والتطورات الجديدة للوضع في الشرق الأوسط".

وأضاف شي "سنعلن اليوم بشكل مشترك عن شراكة استراتيجية بين الصين وفلسطين ستمثل علامة فارقة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية".

ويجري عباس وشي مباحثات مع كبار القادة الصينيين ومن بينهم رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ. وستتناول مباحثات الطرفين سبل تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات طويلة الأمد للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

جهود تثير قلق واشنطن

سعت بكين إلى تعزيز علاقاتها في الشرق الأوسط متحدية النفوذ الأمريكي في جهود تثير قلق واشنطن.

وكان وزير الخارجية الصيني تشين غانغ قد أبلغ في نيسان/أبريل نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني استعداد بلاده للمساعدة في محادثات سلام، في اتصالين منفصلين.

وحث تشين وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين على اتخاذ "خطوات لاستئناف محادثات سلام". وقال إن "الصين على استعداد لتسهيل لذلك"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وأبلغ تشين وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن بكين تدعم استئناف المحادثات في أسرع وقت، بحسب الوكالة. وشدد تشين في الاتصالين على مسعى الصين لمحادثات سلام على أساس تطبيق "حل الدولتين".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين في مؤتمر صحافي دوري الجمعة إن "الرئيس عباس صديق قديم للشعب الصيني".

وأضاف أن عباس "أول رئيس دولة عربي تستقبله الصين هذا العام، ما يجسد المستوى الرفيع من العلاقات الصينية الفلسطينية الجيدة الودية تقليديا".

وتابع أن "القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط وتؤثر على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وعلى العدالة والعدل الدولي".

الرياض وطهران

أدت بكين دور الوسيط في الشرق الأوسط وأسهمت في إعادة العلاقات في آذار/مارس بين إيران والسعودية وهما خصمان في منطقة ترى الولايات المتحدة منذ عقود نفسها الوسيط الرئيسي فيها.

لكن حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني يعتبر أكثر تعقيداً خصوصاً وأن المفاوضات بين الجانبين متوقفة بشكل كامل منذ العام 2014.