بعضهم مصاب بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".. إسرائيل تستدعي جنودها المرضى للعودة إلى القتال

منذ 5 أشهر 76

أصيب عدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي بما يسمى "اضطراب ما بعد الصدمة" بعد مشاركتهم في الحرب الدائرة في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولكن إعادة هؤلاء الجنود لساحات الحرب قبل تعافيهم تثير حالة من القلق في الأوساط الطبية.

وقد ازدادت أعداد الجنود الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية الحرب في غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

ويتم تسجيل قرابة 40 حالة أسبوعياً من المدنيين والعسكريين، في عيادة المركز الوطني لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة التابع لجامعة تل أبيب.

وتعد هذه الزيادة صادمة، خصوصاً بالمقارنة مع غيرها من الحروب التي خاضتها إسرائيل، الأمر الذي يعكس الظروف النفسية المصاحبة للحرب في المجتمع الإسرائيلي.

والأمر المقلق في هذا الموضوع هو أن العديد منهم تلقوا أوامر جديدة بالعودة إلى الخدمة العسكرية رغم عدم إكمالهم لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، مما يجعلهم غير قادرين على خوض المعارك بفعالية.

ويذكر أنه في بعض الحالات، يقرر بعض الجنود بنفسهم وقف علاجهم تماما أو مؤقتاً للعودة إلى القتال، مما قد يزيد من حدة المرض ويثير مخاوف بشأن قدرتهم على اتخاذ القرارات أثناء القتال، وفقاً لتقارير المختصين.

العيادة التي يتلقى فيها الجنود العلاج تكشف عن "تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على الجنود المصابين، حيث يعانون من ذكريات مؤلمة للأحداث وأحيانًا انفصالًا عن الواقع، مما ينجم عنه صعوبات في التركيز والتوتر المستمر، بالإضافة إلى الكوابيس واضطرابات النوم والقلق، مع تصورهم للعالم كمكان خطير".

وبحسب تقرير العيادة، "يحتاج المصابون بمتلازمة ما بعد الصدمة إلى فترة طويلة للتعافي، مثلما يحدث في حالات الإصابات الجسدية، وهذا يجعل نقلهم للمشاركة في القتال قبل أن يتماثلوا للشفاء أمرًا مقلقًا وخطيرًا على حياتهم وعلى زملائهم في الساحة العسكرية".