في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، تعرضت ناقلة النفط "سونيون" لهجوم شنته جماعة أنصار الله، مما كاد أن يؤدي إلى كارثة بيئية غير مسبوقة. وبفضل جهود إنقاذ استثنائية، تم تجنب الأسوأ، لكن الحادثة أثارت تساؤلات جدية حول تداعيات الهجوم ومستقبل أمان الممرات البحرية الدولية.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية السفينة بأنها "قنبلة موقوتة"، حيث كان الهجوم يهدد بتسرب نفطي يُقدر حجمه بأربعة أضعاف كارثة "إكسون فالديز" الشهيرة عام 1989 قبالة سواحل ألاسكا.
واستغرق الأمر عدة أشهر لجر السفينة إلى مكان آمن وإخماد الحرائق التي اجتاحت هيكلها، بالإضافة إلى تفريغ النفط المتبقي على متنها.
وخلال عملية الإنقاذ، قالت شركة الأمن الخاصة "أمبري": "على مدار ثلاثة أسابيع مليئة بالتحديات، تم إخماد النيران، وترميم خزانات الشحن وضغطها بغازات خاملة، وإعلان السفينة آمنة. وفي أوائل أكتوبر، تم قطرها إلى الشمال نحو قناة السويس لتفريغ حمولتها".
ووقع الهجوم الأولي على الناقلة في 21 أغسطس 2024 عندما استخدم الحوثيون أسلحة صغيرة وقوارب مسيرة لاستهداف السفينة التي تحمل علم اليونان. وقد أُجلي الطاقم المكون من 25 فردًا، من بينهم فلبينيون وروس وأربعة حراس أمن خاصين، بفضل تدخل مدمرة فرنسية ضمن عملية "أسپيدس"، والتي نقلت الطاقم إلى جيبوتي.
وأصدر الحوثيون لاحقًا مقطع فيديو دعائيًا يظهر قيامهم بزرع متفجرات على متن السفينة وإشعالها، وهو تكتيك يتكرر في حملتهم التي يقولون إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ردًا على الحرب في غزة.
ومع تراجع وتيرة الهجمات البحرية للحوثيين مؤخرًا، تستمر الجماعة في إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل، مما يبرز استمرار التوترات في المنطقة وتأثيرها على التجارة العالمية والممرات البحرية الحيوية.
ويمثل إنقاذ "سونيون" نجاحًا في مواجهة كارثة بيئية محتملة، لكنه يُظهر في الوقت ذاته حجم التهديدات التي تواجه الأمن البحري في البحر الأحمر.