بعد مرور عامين على الحرب.. هل ستتمكن أوكرانيا من مواصلة القتال ضد روسيا؟

منذ 9 أشهر 80

في الذكرى السنوية الثانية لبدء الغزو الروسي، تواجه أوكرانيا العديد من التحديات : هجمات القوات الروسية، وتعثر المساعدات العسكرية، ونقص المقاتلين والأسلحة والذخائر.

وفي هذا الصدد، أعرب الجنود في أحد مواقع المدفعية شرق دونيتسك، الجمعة، عن إحباطهم من تأخير المساعدات ونقص الذخيرة التي يحتاجونها لصد القوات الروسية التي استولت مؤخراً على زمام المبادرة في ساحة المعركة.

وإذا استمر نقص الذخيرة، فانه سيهدد قدرة أوكرانيا على الاحتفاظ بالأراضي وحياة الجنود.

وقال فولوديمير، وهو ضابط كبير في بطارية المدفعية: "عندما يأتي العدو، يموت الكثير من رجالنا. والشيء الأكثر أهمية هو أننا (المدفعية) لا نستطيع أن نفعل أي شيء، إننا هنا بلا شيء".

ويبدو أن القادة العسكريين يقومون بتقنين القذائف، ويرسلون كميات ضئيلة من الذخيرة إلى مواقع القتال للحفاظ على مخزونات الأسلحة، في حين لم تتحقق الوعود بتقديم المزيد من الذخيرة من جانب الحلفاء الغربيين، حيث  لم يحقق الاتحاد الأوروبي وعده بتسليم مليون طلقة بحلول بداية العام، ولم يسلم سوى بضع مئات الآلاف.

وكان مجلس الشيوخ قد صادق على حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار، تشمل 60 مليار دولار لأوكرانيا، بعد شهور من السجالات السياسية.

لكنها لا تزال تواجه معركة شاقة في مجلس النواب، حيث يوجد انقسام بين أعضائه من الحزب الجمهوري حول المسألة.

وتقوم روسيا بتعبئة صناعتها الدفاعية، وقد تتمكن قريباً من إطلاق 5000 قذيفة مدفعية يومياً، فيما تعمل أوكرانيا على بناء إنتاجها المحلي من الأسلحة، لكنها لن تكون قادرة على مجاراة موسكو من حيث الحجم على المدى القصير.

ويشكو القادة العسكريون الأوكرانيون منذ أشهر من نقص الذخيرة في مركبات المشاة القتالية والمدافع الرشاشة والمدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وازداد هذا النقص حدة بشكل خاص بحلول نهاية عام 2023، حيث قال بعض قادة المدفعية إنهم لا يستطيعون تلبية سوى 10% من احتياجات الذخيرة.

وتتزايد المخاوف من أنه دون مساعدات عسكرية قد يتكرر سقوط مدينة أخرى كأفدييفكا في أجزاء أخرى من خط المواجهة.

ويقول القادة إن المدفعية بعيدة المدى،على وجه الخصوص، تخدم غرضين مهمين: أولاً، تعمل كمظلة واقية لتغطية المشاة، مما يسمح لهم بالسيطرة على الأراضي والاستعداد للعمليات الهجومية. 

وثانياً، من خلال ضرب القوات الروسية والأسلحة الثقيلة من مسافة بعيدة، تمنع المدفعية الهجمات المخطط لها من خلال إضعاف قدرات موسكو.

وبدون ذلك، سوف تقع أوكرانيا وبشكل متزايد تحت ضغوط وابل المدفعية الروسية.

ويقول القادة إن جنودهم ليس لديهم خيار سوى حفرخنادق أعمق للحفاظ على خطوطهم.