بعد قرن من منع السباحة فيه.. فرنسا تطهر مياه نهر السين استعداداً للأولمبياد

منذ 1 سنة 137

أطلقت الحكومة الفرنسية مشروعاً ضخماً بتكلفة 1.4 مليار يورو بهدف تنظيف مياه نهر السين، قبل حوالي عام على استضافة باريس للألعاب الأولمبية الصيفية القادمة. ومن المقرر أن يحتضن النهر اثنين من مسابقات السباحة بالألعاب الأولمبية في المنطقة، الواقعة بين برج إيفل وجسر ألكسندر الثالث الشهير.

إلا أن تلوث مياه النهر لدرجة دفعت السلطات إلى حظر السباحة به منذ ما لا يقل عن 100 عام تقف عائقاً أمام استضافته للفعاليات الرياضية الأولمبية، وهو ما دفع الحكومة للبدء في مشروعات تطهير المياه به.

ويكمن التحدي الأكبر في حل مشكلة مياه الأمطار، التي تؤدي العواصف إلى تدفقها إلى حوض النهر عبر أنفاق المجاري مما يزيد من تلوث مياه السين. وتسعى السلطات إلى مواجهة تلك المشكلة عبر عدة مشاريع، أهمها تشييد حوض لتخزين مياه الأمطار بسعة 50 ألف متر مكعب تحت الأرض في العاصمة الفرنسية.

وقال سامويل كولان-كانيفيه، رئيس العمل بنظام الصرف الصحي في باريس: "الهدف من الحوض هو ملئه بفضل حاجز اعتراض يعترض مياه الأمطار قبل تصريفها في نهر السين. وبعد هطول الأمطار يتم تفريغها بواسطة نظام ضخ باتجاه محطة التنقية، مما يؤدي إلى تفادي أحجام كبيرة من المياه الملوثة لنهر السين".

وأضاف: "ولأن هذه المياه ملوثة بحمل جرثومي، سنكون قادرين على تلبية المعايير الصحية - ليست البيئية ولكن الصحية – للاستحمام (بالنهر)". وتوضح المعايير الأوروبية الكم الأدنى من البكتيريا الملوثة لمياه أي نهر بدرجة تسمح للسباحة فيه، وهو حد ما زال بعيداً عن مقدار تلوث مياه السين.

وقال جان-ماري موشيل، أستاذ الهيدرولوجيا بجامعة السوربون: "بالنظر إلى عدد السكان في حوض السين والتدفق المنخفض، أعتقد أنه (مستوى التلوث) جيد جدا. لذلك من الواضح أنه لا تزال هناك أشياء يجب القيام بها، نحن نتحدث عن البكتيريا البرازية، وهناك أشياء يتم القيام بها، وهناك أيضاً بعض المنتجات الكيماوية".

ويوضح موشيل أن النهر يعاني من التلوث بسبب قلة الجهود الرامية لتطهيره في السابق، قائلاً: "كانت هناك عقود لم نكن نهتم فيها حقاً بجودة نهر السين  ولم تكن الجهود كبيرة إلا في السبعينيات واليوم وصلنا تقريبا إلى هذه الحالة". وتسعى سلطات العاصمة الفرنسية لإلغاء الحظر المفروض على السباحة في السين لعموم الأشخاص، وليس فقط لفعاليات الأولمبياد، بحلول عام 2025.