بعد يوم الاستحقاق الحافل في الولايات المتحدة، وفوز دونالد ترامب بـأكثر من 290 صوتا، هنأ العديد من الدول الرئيس الأمريكي الجديد، لينصب الاهتمام بعد ذلك حول تأثير هذا الفوز والقرارت التي يمكن أن تعقبه. وليست الدول الأوروبية من ذلك ببعد، فلا بد من مناقشة مصير بعض الملفات ذات العلاقة بالولايات المتحدة.
بعد أن تبين شكل النظام المرتقب في أقوى دولة في العالم، عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. يأتي دور الدول الأقل قوة، ومنها الدول الأوروبية، حيث قرر القادة الأوروبيين أن يجتمعوا يوم الخميس في قمة تقتصر على يوم واحد للتباحث بشأن المستقبل القريب.
وجاء في رسالة الدعوة التي وُجهت إلى السياسة الأوروبيين أن الصراعات الجيوسياسية "تعرض السلام والاستقرار والازدهار للخطر في منطقتنا".
ومن المتوقع أن يضم الاجتماع زعماء دول لسيت أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل تركيا وصربيا والمملكة المتحدة.
وكان ترامب خلال حملته الانتخابية قد وجه تهديدا لدول أوروبية بخصوص عدد من الملفات أبرزها العلاقات التجارية بين بلاده وأوروبا، و الحرب الروسية الأوكرانية، ملوحا بالانسحاب من التزامات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما قد يؤدي إلى معاناة الدولة الأوروبية من بعض العواقب.
ومن المعروف أن العلاقات بين الناتو والولايات المتحدة سوف تتغير بعد التصويت، ولكن التساؤل كان يتمحور حول كيفية ذلك التغيير. فلو حكم رئيس ديمقراطي البلاد لكانت العلاقات ستتغيّر بالتدريج، ولكن قرارات ترامب في هذا الملف قد توصف بأنها "زلزال سياسي".
تفاؤل لدى بعض الأوروبيين
يقول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يستضيف بلاده القمة وهو من المعجبيبن بدونالد ترامب:" إن ما أراه هو انتصار مذهل".
أما زعيم صربيا ألكسندر فوسيتش الذي يعتبر ضيفا رفيعا يحضر القمة في العاصمة المجرية فقال إن "صربيا ملتزمة بالتعاون مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار والازدهار والسلام".
ومن المرجح أن يحضر القمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي ربما يسعى للحصول على مزيد من المساعدات.
وكان ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة" من انتخابه، الأمر الذي يفسره القادة في كييف على أنه تبخر وشيك للدعم الأمريكي لهم في حال فوز ترامب، وها قد فاز فعلا.
كان الاتحاد الأوروبي قد شد الأحزمة في الآونة الأخيرة، استعدادا لعودة ترامب، كما هنأته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بمجرد أن أصبح فوزه جليا. وقالت إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعتبران أكثر من مجرد حلفاء.
وأضافت: "أن ملايين الوظائف ومليارات الأموال في قطاعي التجارة والاستثمار تعتمد على استقرار العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وأمريكا".
جاء ذلك رغم أن إدارة ترامب كانت قد فرضت ضرائب على الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي في عام 2018، على أساس أن المنتجات الأجنبية القادمة من حلفاء أمريكا تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
ولم يلذ الأوروبيون حينئذ بالصمت حيال ذلك، بل ردوا على القرار بفرض رسوم على الدراجات النارية المصنوعة في الولايات المتحدة، ومجموعة أخرى من البضائع.
أوربان يدعم ترامب
يتولى أوربان الآن الرئاسة الدورية للكتلة، وهذا هو السبب الذي حدا به إلى استضافة قمة الخميس، علاوة على اجتماع آخر في مجلس الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة.
يقول بيتر كريكو، رئيس مؤسسة الفكر السياسي في بودابست: "لقد تحقق حلم أوربان في السياسة الخارجية". مضيا: "أنه يستخدم دائما هذه الاجتماعات الدولية للترويج لأجندته الخاصة".
وكان أوربان قد أجّل تمرير ميزانية بلاده لعام 2025 إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد. وهو أمر انتقده دونالد توسك رئيس وزراء بولندا. وقال: "يزعم البعض أن مستقبل أوروبا يعتمد على الانتخابات الأمريكية، بالرغم من أنه يعتمد علينا أولا بشرط أن تؤمن أوروبا بقوتها الخاصة".