بعد غولاني.. إسرائيل تقرر سحب آلاف الجنود من قطاع غزة مع تركيز عملياتها على جنوب القطاع

منذ 10 أشهر 102

قال الجيش الإسرائيلي في بيان يوم الإثنين، إن خمسة ألوية، أي عدة آلاف من القوات سيتم نقلهم خارج غزة خلال الأسابيع القادمة للتدريب والراحة.

بعد لواء غولاني، أعلنت إسرائيل قبل ساعات سحبها خمسة ألوية قتالية من قطاع غزة، وهو إجراء أثار تساؤلات عديدة بالنظر إلى تصاعد المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، دون أدنى مؤشر على احتمالية حدوث وقف قريب لإطلاق النار.

وقد اعتبر عدد من الخبراء أن هذا الإجراء من قبل إسرائيل قد يعني أنها تعتزم تخفيض مستوى القتال في بعض المناطق في قطاع غزة، خاصة في النصف الشمالي حيث أعلنت القوات العسكرية أنها قريبة من تولي السيطرة العملياتية.

جاءت أنباء سحب الجنود قبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وذلك بعد موافقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمرة الثانية هذا الشهر على بيع أسلحة طارئة لإسرائيل، متجاوزة موافقة الكونغرس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان يوم الاثنين، إن خمسة ألوية أو عدة آلاف من القوات سيتم نقلهم خارج غزة خلال الأسابيع القادمة للتدريب والراحة.

ولفت إلى أن الجيش يجري تعديلات على انتشاره في غزة، تحسباً لحرب طويلة مقبلة.

وأضاف دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نجري تعديلات على أساليب القتال في كل منطقة في غزة، والقوات اللازمة لتنفيذ المهمة بأفضل طريقة ممكنة. كل منطقة تتميز بخصائص مختلفة واحتياجات عملياتية مختلفة. سيبدأ عام 2024. أهداف الحرب تتطلب قتالاً طويلاً ونحن مستعدون لذلك".

وتابع هاغاري أن الجيش "سيقوم بتنفيذ إدارة ذكية للقوات في غزة. سيتمكن جنود الاحتياط من العودة إلى ديارهم للمساعدة في إنعاش الاقتصاد. وسيحصل جنود الجيش النظامي على تدريب يؤهلهم ليصبحوا قادة". وأكد هاغاري الأحد أن بعض جنود الاحتياط سيعودون إلى عائلاتهم هذا الأسبوع.

وكانت إسرائيل قد أعلنت سحب جنود لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال.

ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، بأن حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" ستغادر منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة.

وأفادت قناة "إيه بي سي" الأمريكية، بأن هذه المغادرة تأتي تعبيرا عن الاستياء الأمريكي من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حسب القناة.

يشار إلى أن حاملة الطائرات فورد أرسلت إلى منطقة شرق المتوسط في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل.

وتشنّ إسرائيل منذ ذلك الحين قصفا مكثفا للقطاع المحاصر، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى مقتل أكثر من 22 ألف شخص بينهم أكثر من ثمانية آلاف طفل وستة آلاف امرأة، وفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل الحصار الإسرائيلي وشحّ المساعدات الإنسانية التي تدخل إليه منذ بدء الحرب.