أسدلت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد عوض الله، حكمها على المتهم بإنهاء حياة 5 أشخاص في مزرعة بالشيخ زايد، فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة الريف الأوروبى"، وعاقبت المتهم بالإعدام شنقا.
ويستعرض اليوم السابع في السطور التالية موعد ارتداء المتهم للبدلة الحمراء.
وفقاً للوائح السجون هناك إجراءات خاصة في التعامل مع المحكوم عليه بالإعدام، وتبدأ هذه الإجراءات من لحظة وصوله السجن، وأولها هو استبدال ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء بالزي الخاص بالإعدام وهو البدلة الحمراء، ويجري إيداعه حبسا انفراديا، ويوضع تحت حراسة أمنية مشددة، حفاظا عليه وعلى غيره من السجناء، ويظل في محبسه حتى تفصل محكمة النقض في الطعن المقدم منه على الحكم، والتي تتلقى الطعن خلال 60 يوما من صدور الحكم.
ورسم قانون الإجراءات الجنائية خطوات تنفيذ حكم الإعدام بحق المحكوم عليه بالإعدام، بعدما تقضي محكمة النقض برفض طعنه، ليصبح الحكم باتا وواجبا النفاذ، حيث يجري رفع القضية للجهة المختصة، بواسطة وزير العدل، للتصديق على الحكم، وبعد ذلك يجري تحديد موعد وتنفيذ الحكم داخل أحد السجون أو في بناء على طلب كتابي من النيابة العامة، يبين استيفاء الإجراءات.
وتتم إجراءات تنفيذ حكم الإعدام بحضور ممثل للنيابة العامة، ومأمور السجن، وطبيب السجن أو طبيب آخر تنتدبه النيابة العامة، ولا يجوز لغير من ذكروا أن يحضروا التنفيذ إلا بإذن خاص من النيابة العامة، ويجب أن يتلى حكم الإعدام بمنطوقه والتهمة المحكوم من أجلها على المحكوم عليه، وذلك في مكان التنفيذ بمسمع من الحاضرين، وإذا رغب المحكوم عليه في إبداء أقوال، يحرر وكيل النائب العام محضراً بها، وبعد الانتهاء من تنفيذ الحكم، يحرر وكيل النائب العام محضراً بذلك، ويثبت فيه شهادة الطبيب بالوفاة وساعتها.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عوض الله، وعضوية المستشارين خالد فائق المسلمى، وعمرو وحيد محمود، وسكرتير وجيه أديب
وكانت المحكمة قد أحالت أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لاستطلاع رأيه الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة اليوم، للنطق بالحكم.
وطالبت النيابة العامة في مرافعتها أمام هيئة المحكمة بالجلسة السابقة بإعدام المتهم، وروت تفاصيل الجريمة كاملة ، ووصفت الجريمة بالنكرا التى يهتز لها عرش السموات والأرض.
وشهدت محافظة الجيزة خلال عام 2022، جريمة مأساوية دارت تفاصيلها في إحدى المزارع بمنطقة الريف الأوروبي بالشيخ زايد، شغلت الرأي العام، وحجزت مساحات كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، لكونها من الجرائم البشعة التي راح ضحيتها 5 أشخاص من أسرة واحدة بينهم طفلين في مذبحة كبرى.
أداء رجال الشرطة في تلك القضية يكشف لنا التطور الاحترافى لرجال البحث الجنائى في التعامل مع تلك القضايا الحساسه والهامة، حيث نجح رجال الشرطة في القبض على منفذ المذبحة قبل أن يمر 24 ساعة على الجريمة.
واندرجت تلك القضية تحت شعار جرائم الحب، حيث كشفت تحريات رجال الشرطة أن مفتاح حل طلاسم تلك القضية البشعة، سيدة لم يتخطى عمرها الـ 24 سنة، جرت علاقة عاطفية بينها والقاتل، تسربت أنباء عنها لمسامع الأب الذي قرر الانتقام من المتهم الذي استعان به لمساعدته في زراعة الأراضي بالمزرعة التي يعمل بها، وحاول الأب الانتقام من العامل، إلا أن الأخير أفلت منه ونجح في قتل والد محبوبته، ولم يكتفي بذلك، وإنما قتلها أيضا برفقة شقيقتها، وعندما شعر طفلين بالحادث تخلص منهما القاتل، خوفا من الفضيحة لأنهما يعرفان القاتل جيدًا.
نجح القاتل في الخروج من مسرح الجريمة والهرب نحو الصعيد للاختباء ، إلا أن تحركات رجال الشرطة كانت أسرع منه تفكيره حيث تم ضبطه ، ليعترف بارتكاب الجريمة.
وكانت النيابة العامة أحالت المتهم بقتل خمسة، وهم مزارع وابنتاه وحفيداه، بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد للمحاكمة الجنائية؛ وذللاتهامه بقتل المزارع عمدًا، وقد اقترنت تلك الجناية بجنايات أخرى هي قتل ابنتيه وحفيديه عمدًا، والشروع في هتك عرض إحدى ابنتيه المجني عليهما.
وكانت النيابة العامة أقامت الدليل على المتهم من إقراره في التحقيقات، وما أجراه من محاكاة تصويرية لكيفية ارتكاب الجريمة، وإرشاده عن شريط المادّة المخدرة التي استخدمها لتنفيذ مخططه في هتك العرض، كما أرشد عن الأدوات التي استخدمها لدسّ المخدِّر في شراب المجني عليهم، وما أسفر عنه تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي بفحص المادة المخدرة، وتقرير الصفة التشريحية الخاص بجثامين المجني عليهم الخمسة، وكذلك ما أسفر عنه تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بفحص كافَّة الآثار المضبوطة بمسرح الواقعة، وإجراء المطابقات اللازمة، فضلًا عن أقوال تسعة شهود في التحقيقات.