بعد شهر من خضوعه لعملية زرع قلب خنزير..جسم مريض لا يُظهر أي علامات للرفض

منذ 1 سنة 146

دبي، الإمارات العربية المتحدة، (CNN) -- بعد مرور شهر على علمية زرع تجريبية لقلب خنزير معدل وراثيًا لدى مريض يعاني من مرض القلب في المرحلة النهائية، أفاد الأطباء أنّ القلب يعمل تلقائيًا ولا علامات رفض تظهر على جسم المريض.

في سبتمبر/أيلول، خضع لورانس فوسيت، البالغ من العمر 58 عامًا، لعملية جراحية، هي الثانية التي تُجرى على البشر. وتسبب مرض القلب والظروف الصحية السابقة التي يعاني منها فوسيت، بجعله غير مؤهل لإجراء عملية زرع قلب بشري تقليدي.

وقال الدكتور بارتلي غريفيث، مدير برنامج زراعة القلب والرئة بكلية الطب في جامعة ميريلاند، الذي أجرى الجراحة: "يعتقد الأطباء الذين يعتنون به أن أداء قلبه ممتاز".

وتابع: "ليس لدينا أي دليل على إصابته بالعدوى ولا دليل على الرفض في الوقت الحالي".

في هذا الإطار، علّق الدكتور محمد محيي الدين، مدير برنامج زراعة القلب في "UMMC"، في تحديث تمت مشاركته يوم الجمعة: "إننا نسحب جميع الأدوية التي كانت تدعم قلبه بداية. والآن قلبه يقوم بوظائفه منفردًا".

ولفت محيي الدين إلى أنّ التركيز ينصب راهنًا على التأكد من أنّ فوسيت يمتلك القوة اللازمة لأداء الوظائف الروتينية.

وأشار محيي الدين إلى "أنّنا نعمل بجد مع فريق العلاج الطبيعي الخاص بنا الذي يقضي الكثير من الوقت لمساعدته على استعادة القوة التي فقدها خلال الشهر الأخير من إقامته في المستشفى".

وفي مقطع فيديو صادر عن "UMMC"، يظهر فوسيت وهو يخضع للعلاج الطبيعي الذي يشمل أيضًا ركوب الدراجات بغية تحسين قوة ساقه. وعندما يذكره معالجه الطبيعي، كريس ويلز، بمواصلة الابتسام، يضحك فوسيت ويقول: "هذا هو الجزء الصعب"

وقال غريفيث إنه "عندما جاء فوسيت، لم يتوقع أبدًا، بصراحة، أن يتمكن من الوقوف مجدّدًا". ورغم أنه لم يقف بمفرده بعد، إلا أنه بات قادرًا على النهوض من السرير بمساعدة بسيطة".

وأوضح غريفيث أن الوقت قد حان للتخطيط للمرحلة التالية من تعافي فوسيت و"التفكير بالمكان التالي الذي سيذهب إليه".

وفوسيت متزوج وأب لطفلين، وهو من فريدريك في ولاية ميريلاند الأمريكية، من قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية لمدة 20 عامًا، وعمل في الآونة الأخيرة كتقني مختبر في المعاهد الوطنية للصحة (NIH).

وأوضحت "UMMC" في بيان آخر شاركته: "شوهد فوسيت يخضع لفحص مع أطبائه. يبدو هذا القلب كأنه قلب طبيعي تمامًا. وهذا بالتأكيد ما أردناه".

وأُدخِل فوسيت للمرة الأولى إلى "UMMC" بتاريخ 14 سبتمبر/ أيلول بعد ظهور أعراض قصور القلب. وأثناء وجوده في المستشفى، توقف قلبه مرتين وعاد إلى الخفقان بسبب وجود جهاز تنظيم ضربات القلب التلقائي في غرفته.

وقال فوسيت للمستشفى في مقابلة داخلية قبل أيام عدة من الجراحة: "أملي الحقيقي الوحيد المتبقي هو استخدام قلب الخنزير، أي عملية زرع الأعضاء".

وكان برنامج "الاستخدام الرحيم" التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أعطى جراحة زرع الأعضاء التجريبية الضوء الأخضر. وبحسب الوكالة الأمريكية، يعد البرنامج "مسارًا محتملاً للمريض المصاب بمرض أو حالة خطيرة أو مهددة للحياة على الفور للوصول إلى منتج طبي تجريبي (دواء، أو بيولوجي، أو جهاز طبي) للعلاج خارج التجارب السريرية، عندما تنتفي الخيارات العلاجية البديلة أو المُرضية القابلة للمقارنة أو المتاحة".

وأخذ قلب الخنزير المستخدم لدى فوسيت من خنزير معدل وراثيًا من شركة "Revivcor" التابعة لشركة "United Therapeutics Corporation". وكان لدى الخنزير 10 جينات تم تعديلها، ضمنًا ثلاثة جينات "معطلة" لإزالة سكر ألفا غال في خلايا دم الخنزير الذي قد يؤدي إلى رد فعل حاد في جهاز المناعة البشري، يمكن أن يتسبّب برفض الأعضاء.

وتم تعديل جين خنزير إضافي للتحكم في نمو قلب الخنزير، بينما تمت إضافة ستة جينات بشرية إلى جينوم الخنزير لزيادة قبول الجهاز المناعي. وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت لأول مرة على الخنازير المعدلة وراثيًا للاستخدام العلاجي والاستهلاك المحتمل في عام 2020.

ولا توجد حاليًا تجارب سريرية تستخدم أعضاء الخنازير في عمليات زرع الأعضاء لدى البشر الأحياء.

كما أخضع الأطباء فوسيت لعلاج تجريبي بالأجسام المضادة لزيادة تثبيط جهاز المناعة ومنع الرفض. ويخضع لرقابة مستمرة بحثًا عن أي علامات رفض أو أي تطور لفيروسات متعلقة بالخنازير. كما تم فحص الخنزير المتبرّع بدقة بحثًا عن أي علامات تشير إلى وجود فيروسات أو مسببات الأمراض.

وأوضح المستشفى أن فوسيت وافق بشكل كامل على العلاج التجريبي وتم إبلاغه بجميع المخاطر. إلى ذلك، خضع لتقييم نفسي كامل وناقش حالته مع خبير في أخلاقيات الطب.

وكان محيي الدين وغريفيث قد قاما بإنشاء أول مركز في البلاد لأبحاث زراعة القلب، وأجريا أول عملية جراحية تجريبية على ديفيد بينيت البالغ من العمر 57 عامًا في يناير/ كانون الثاني 2022. وتوفي بينيت بعد شهرين من الجراحة.

ورغم عدم وجود علامات الرفض في الأسابيع الأولى بعد عملية الزرع، فقد خلص تشريح الجثة إلى أن بينيت توفي بسبب قصور في القلب جرّاء "مجموعة معقدة من العوامل"، ضمنًا حالة بينيت الصحية قبل الجراحة. وكان بينيت أُدخل إلى المستشفى بالفعل وظل على جهاز تحويل مسار الرئة للقلب مدة ستة أسابيع قبل عملية الزرع. ومع ذلك، أشارت دراسة حالة أجراها الأطباء ونشرت في مجلة "لانسيت"، إلى وجود دليل على وجود فيروس للخنازير لم يتم التعرف عليه من قبل.