بعد دعوة حماس وإسرائيل: هل ستنجح القمة الثلاثية في تحقيق هدنة دائمة؟

منذ 3 أشهر 52

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتعاون مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كلاً من إسرائيل وحركة حماس إلى المشاركة في جولة مفاوضات نهائية الأسبوع المقبل، بهدف إبرام اتفاق شامل يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

في البيان المشترك الصادر يوم الخميس، شدد القادة الثلاثة على أن الحل الدبلوماسي هو الخيار الوحيد لتهدئة التوترات التي بلغت ذروتها بعد اغتيال إسرائيل لقيادات بارزة في حزب الله وحماس في بيروت وطهران الأسبوع الماضي.

وأكد القادة أن الوقت قد حان لوضع حد لمعاناة سكان قطاع غزة والأسرى وعائلاتهم، داعين إلى تسريع تنفيذ الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه سابقًا. وأبرز البيان ضرورة عدم إضاعة المزيد من الوقت أو تقديم أعذار للتأخير، مشددًا على أن خطوات ملموسة يجب أن تُتخذ فورًا لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

شروط نتنياهو الجديدة تزيد من تعقيد المفاوضات

على الرغم من التقدم الذي تحقق في المفاوضات السابقة، فإن الشروط الجديدة التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعاقت التوصل إلى اتفاق نهائي. وقد تفاقمت الأزمة بشكل حاد بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، مما أثار قلقاً كبيراً حول مستقبل هذه المفاوضات، حسبما أفاد موقع "إكسيوس".

في حديثه لمجلة "تايم" حول مسألة الرهائن، قال نتنياهو:" إنه لا يعتقد أن إسرائيل ستكون مستعدة لقبول صفقة تطلق سراح الرهائن دون إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة". وأضاف: "لا أعتقد أن هذا سيكون مجدياً، لأن ذلك قد يؤدي إلى تكرار الأزمات المستقبلية". وشدد على أن إسرائيل ملتزمة بإطلاق سراح جميع الرهائن وتحقيق النصر في الحرب.

وفي سياق متصل، أعلن مكتب نتنياهو عبر منصة إكس أن إسرائيل ستشارك في المحادثات النهائية المقررة في 15 أغسطس. وأكد البيان أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيذهب إلى الموقع المحدد لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل تنفيذ الصفقة.

فيما وجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد انتقادات لاذعة لنتنياهو خلال مقابلة له مع موقع "والا نيوز" الإسرائيلي، حيث أكد أن "فشل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى هو نتيجة فقدان نتنياهو لضميره. من يفتقد الضمير لا يستحق أن يقود إسرائيل."

تحركات دبلوماسية مكثفة وراء الكواليس

كشفت مصادر أمريكية، بحسب ما أورد موقع "إكسيوس"، أن الدعوة لعقد القمة جاءت عقب مشاورات مكثفة أجراها الرئيس بايدن مع أمير قطر والرئيس المصري. وأضافت المصادر أن الاقتراح باستضافة القمة كان من قِبل الجانب المصري والقطري، ولاقى دعماً كاملاً من الولايات المتحدة.

بينما تواصل واشنطن جهودها المكثفة لتفادي تفاقم الأزمة بعد تهديد إيران بالرد على مقتل هنية، وتزايد القلق في إسرائيل من رد فعل واسع النطاق من حزب الله على اغتيال شكر، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، يوم الأربعاء: "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس."

في المقابل، كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان" أن عائلات الأسرى المحتجزين في غزة التي التقت بمسؤولين مطلعين على المفاوضات الأسبوع الماضي، تلقت إشعارًا بعدم وجود تقدم ملحوظ في المحادثات. وصرح المسؤولون في فريق التفاوض بأن هناك تشاؤماً بشأن إمكانية تحقيق "اختراق قريب" في المفاوضات التي تدار عبر الوسطاء.

وقبل انعقاد القمة المنتظرة، تُعقد جولة من المحادثات التحضيرية بين الفرق المعنية من جميع الأطراف لوضع الأسس اللازمة للتوصل إلى اتفاق شامل. وعلى الرغم من استمرار الفجوات بين مواقف إسرائيل وحماس، يصر المسؤولون الأمريكيون على أن هذه الفجوات قابلة للتسوية، مؤكدين أن التوصل إلى الصفقة أصبح الآن في متناول اليد

وأشار مسؤول أمريكي إلى أن الوصول إلى اتفاق نهائي ليس فقط ضرورياً لإنهاء الصراع في غزة، بل أيضاً لتجنب تصعيد إقليمي أوسع، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية المتزايدة في حال استمرار الصراع.