تعهد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بـ"إحياء" علاقات بلاده مع شركائها الأوروبيين الرئيسيين خلال زيارة إلى باريس وبرلين، يوم الاثنين، مع تزايد المخاوف من احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.
تأتي هذه الزيارة بعدما أثار تصريح ترامب الجدل في أوروبا، بعد أن أعرب عن استعداده لدعم روسيا في شن هجمات على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية. وذلك بحال نجح في الوصول مجددا إلى كرسي البيت الأبيض بعد انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
ونزلت كلمات الرئيس السابق كالصاعقة على الدول الواقعة في خط المواجهة مثل بولندا، التي عانت من السيطرة الروسية، مع تزايد المخاوف بشأن اتساع رقعة الحرب عبر حدودها الشرقية مع أوكرانيا.
بدوره، انتقد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير تصريحات ترامب، قائلا إنها "غير مسؤولة وتخدم مصالح روسيا، وأوضح أنه لا يمكن لأي عضو في تحالفنا أن يستفيد من ذلك".
وجاءت هذه التصريحات، خلال زيارته إلى قبرص الاثنين، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال توسك، الذي انضم إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتناول غداء عمل في قصر الإليزيه الرئاسي، إن زيارته تهدف إلى "تنشيط علاقات بولندا مع أهم الشركاء الأوروبيين".
وشدد على أنه "لا يوجد بديل للاتحاد الأوروبي، ولا يوجد بديل للتعاون عبر الأطلسي، ولا يوجد بديل لحلف شمال الأطلسي".
وأضاف توسك أنه "يجب أن تصبح أوروبا قارة آمنة، وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبولندا يجب أن يصبحوا دولًا قوية ومستعدة للدفاع عن حدودها وأراضيها والدفاع عن حلفائها وأصدقائها خارج الاتحاد الأوروبي ودعمهم".
وأشاد ماكرون "بالدور الرئيسي" الذي تلعبه فرنسا وبولندا على صعيد الأمن والدفاع في أوروبا في سياق الحرب في أوكرانيا.
وقال إن إرادة أوروبا "لزيادة الإمدادات وتلبية الاحتياجات الأوكرانية أمر بالغ الأهمية"، بعد أن أبرم زعماء دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين اتفاقا في وقت سابق من هذا الشهر لتزويد أوكرانيا بمبلغ 50 مليار يورو (54 مليار دولار)، دعماً لاقتصادها الذي انهار بفعل الحرب.
وقال ماكرون إن هذا "سيمكننا من أن نجعل من أوروبا قوة أمنية ودفاعية" تكون مكملة لحلف شمال الأطلسي.
ومن المقرر أن يتوجه تاسك إلى برلين، في وقت لاحق اليوم الاثنين، للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس.
ومن ناحية أخرى، من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا في ضاحية لاسيل سان كلو بباريس في إطار سعيهم إلى إحياء ما يسمى بمثلث فايمار.
تم إنشاء مثلث فايمار في عام 1991 في مدينة فايمار الألمانية، وهو تحالف إقليمي يضم فرنسا وألمانيا وبولندا. وتهدف المجموعة إلى تعزيز التعاون بين الدول الثلاث في القضايا العابرة للحدود والقضايا الأوروبية.