بعد تايوان.. الهند وروسيا وباكستان ومحطات فارقة.. استحقاقات ينتظرها العالم في 2024 تعرف عليها

منذ 10 أشهر 106

تحولات سياسية هامة وكبيرة تنتظر العديد من دول العالم في عام 2024. ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 4 مليارات مواطن في رحلة ديمقراطية تحمل الكثير من التحديات والتطلعات.

 ستمتد هذه الرحلة من البرتغال إلى روسيا، حيث تجري أول انتخابات رئاسية منذ الحرب التي خاضتها على جارتها أوكرانيا. ثم ستستمر الرحلة إلى الهند وكولومبيا وباكستان، وستصل أخيرا إلى الاتحاد الأوروبي.

وتستعد العديد من الدول لمواسم انتخابية حاسمة، ولكن هل ستكون جميع هذه الانتخابات حرة وعادلة؟ هذا السؤال يبقى محيرا ومحل تساؤلات. وسيتم الكشف عن إجابته في الأشهر القادمة من العام الجديد.

البداية كانت مع تايوان في 13 يناير /كانون الثاني

أدلى الملايين من التايوانيين السبت بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي وصفتها الصين بأنها خيار بين الحرب والسلام.

وصوت أكثر من 40% من السكان لصالح لاي تشينغ-تي، مرشح الحزب الحاكم في انتخابات الرئاسة التايوانية الذي يشتهر بمواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان، ووصفته بكين في وقت سابق بـ"الخطر الجسيم".

وفي أول كلمة له عقب إعلان فوزه، تعهد لاي تشينغ-تي أمام تجمع حاشد من الناخبين بالدفاع عن بلاده ضد "ترهيب" الصين.

وتعتبر تايوان محطة أساسية في الصراع بين القوتين العالميتين، الولايات المتحدة والصين، وفوز أي لاي تشينغ-تي في الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها قد يؤثر في المشهد الدولي.

باكستان - 8 من فبراير/شباط

تواجه باكستان تحديات كبيرة في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في الثامن من فبراير/شباط.

وتتعرض الانتخابات في خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، لانتقادات واسعة من قبل آلاف الباكستانيين الموالين لرئيس الوزراء السابق عمران خان، حيث يرونها غير حرة وغير نزيهة.

تم اعتقال عمران خان، بطل الكريكيت الذي خاض غمار السياسة حتى وصل إلى رئاسة الوزراء، بسبب اتهامات فساد، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات.

وقبل أسابيع، أعلن خان البالغ من العمر 71 عاما من سجن شديد الحراسة في مدينة روالبندي المحصنة. أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من السجن.

أقيل خان من منصب رئيس الوزراء في أبريل/نيسان 2022 بعد تصويت بحجب الثقة بالبرلمان من قبل خصومه السياسيين.

ويعتبر رئيس الوزراء، نواز شريف، الذي عاد إلى الحكم والبلاد معا، الأوفر حظا في الانتخابات. وعاد شريف الذي قضى فترة من المنفى في لندن بسبب اتهامات بالفساد، بعد إقالة خان، وقد ألغيت أحكام الإدانة الكثيرة الصادرة بحقه.

تشهد فترة الانتخابات العديد من المعارك القانونية والاحتجاجات وأعمال العنف والهجمات على الناشطين، مما يثير قلقا فيما يتعلق بشفافية العملية الانتخابية من منظور حقوق الإنسان.

من المتوقع أن تتسبب هذه الانتخابات، وفقا لتوقعات الخبراء، في حدوث صدامات في الشارع الباكستاني.

البرتغال - الـ 10 من مارس

من المقرر أن تجرى البرتغال انتخابات عامة في 10 مارس / آذار المقبل، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء البرتغالي الاشتراكي أنطونيو كوستا على خلفية تحقيقات في الفساد.

أعلن كوستا استقالته بصورة مفاجئة بعد أن داهمت الشرطة مقر إقامته ووزارات حكومية وممتلكات أخرى، في إطار تحقيق واسع النطاق في فضيحة فساد يستهدفه ومسؤولين آخرين.

وقال السياسي الاشتراكي إنه مستريح الضمير، ولكن المزاعم التي تحيط به خطيرة للغاية بحيث لا يمكنه الاستمرار في منصبه، ومن الممكن أن تكون هذه الاتهامات سببا في هزيمة حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ينتمي إليه كوستا في الانتخابات المقبلة.

ومن المتوقع أن تواجه البرتغال مرحلة حاسمة، حيث يتعين على الناخبين اتخاذ قرارات تؤثر في مستقبل البلاد وتوجهاتها السياسية.

روسيا - في 17 آذار/مارس

حدد مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، موعدا للانتخابات الرئاسية في البلاد في 17 آذار/مارس المقبل.

ويتوقع أن تعطي الانتخابات الرئيس فلاديمير بوتين الذي يحكم روسيا بشكل أو بآخر منذ عام 2000، إمكانية البقاء في الكرملين لولاية جديدة من ست سنوات تنتهي في 2030 حين يكون أتم الثامنة والسبعين.

على الرغم من توقع فوز بوتين في الانتخابات، إلا أن الاهتمام يتجه الآن إلى معرفة ما إذا كانت هناك مفاجآت قد تحدث وتؤثر في الساحة السياسية والعلاقات الدولية.

وكان الكرملين، أعلن في وقت سابق أن فلاديمير بوتين لا يواجه أي منافس جدي على رئاسة روسيا.

الهند - بين إبريل/نيسان ومايو/ أيار

من المتوقع أن تجرى الانتخابات العامة الهندية المقبلة في الفترة بين أبريل/نيسان ومايو/أيار لاختيار أعضاء مجلس الشعب لوك سابها (مجلس النواب)، حيث تنتهي فترة ولايتهم في 16 يونيو/حزيران 2024.

تأثير هذه الانتخابات سيكون كبيرا على السياسات الداخلية والخارجية في الهند، التي تعد أكبر ديمقراطية في العالم.

ويسعى رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بالفوز بالانتخابات الثالثة على التوالي.

وكان حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند بزعامة مودي، قد انتزع في أول ديسمبر/كانون الأول، فوزا كبيرا على المعارضة في ثلاث من أربع ولايات رئيسية في انتخابات إقليمية ينظر إليها على أنها الدور نصف النهائي لانتخابات لوك سابها، مما منح حزبه زخما قويا قبل الانتخابات العامة المقبلة.

وتتجهز كتلة المعارضة المعروفة باسم "كتلة الهند" لخوض معركة انتخابية شرسة ضد الحزب الحاكم خلال الانتخابات المقبلة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن فوز حزب بهاراتيا جاناتا يكاد يكون حتميا في هذه المرحلة.

يشغل مودي منصب رئيس الوزراء منذ عام 2014، ويحظى بتقدير يصل إلى 77%، مما يضعه في المقدمة وفقا لمؤشر تقييم القادة العالمي من قبل صحيفة Morning Consult.

جنوب أفريقيا - بين مايو/أيار وأغسطس/آب

تتجه جنوب أفريقيا نحو محطة جديدة في مسارها السياسي، حيث يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم اختبارات كبيرة في الانتخابات القادمة.

يواجه الحزب الذي قاد البلاد نحو الديمقراطية في عام 1994، بتولي نيلسون مانديلا رئاسة البلاد كأول رئيس منتخب ديمقراطيا، تراجعا في نسبة دعمه بنسبة 50%، بسبب استياء الناخبين من تعامل الحكومة مع قضايا البطالة، وانقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع معدلات الجريمة.

هذا التحول في دعم الحزب الحاكم قد يمثل تحديا جديا، خاصة في ظل ازدياد الاستياء والغضب بين الشباب الذين قد يتجنبون الإدلاء بأصواتهم بكثافة في هذا السياق. يبرز هذا التحدي الأهمية حول دور الشباب في هذا الاستحقاق، والذين قد يكون لهم تأثير قوي على مستقبل البلاد السياسي.

لذا، يجب على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الاستجابة بشكل فعال لهذه التحديات واستعادة ثقة الشباب. ينبغي أن يقدم الحزب حلا فعالا لقضايا البطالة وانقطاع التيار الكهربائي، بهدف تحسين الوضعية الحالية وتلبية احتياجات الشباب.

وفيما إذا فشل الحزب في ذلك، عليه أن يتوقع خسارة كبيرة بفقدان دعم الشباب، وأن يستعد لمواجهة تحديات جادة، ستؤدي إلى تقليل فرصه في الحفاظ على سيطرته على المشهد السياسي في جنوب أفريقيا، وهو أمر صعب التحقيق.

البرلمان الأوروبي - من 6 إلى 9 يونيو/حزيران

من المقرر أن تجرى انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024 في الفترة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران 2024. ستكون هذه الانتخابات هي العاشرة منذ أول انتخابات مباشرة حصلت في عام 1979، وستكون أيضا أول انتخابات للبرلمان الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.