بعد استقالة الشيخة حسينة.. بنغلاديش إلى أين؟

منذ 3 أشهر 33

أسئلة كثيرة تطرح عن سيناريو اليوم التالي للاستقالة في بنغلاديش. فالمظاهرات الطلابية السلمية، التي بدأت ضد نظام الحصص للوظائف الحكومية، تحولت في نهاية المطاف إلى انتفاضة أسفرت عن مقتل 300 شخص، وأطاحت بعقد ونصف من الحكم لتجبر الشيخة حسينة على الفرار من البلاد بواسطة طائرة هليكوبتر.

أعلن الرئيس البنغالي محمد شهاب الدين اليوم الثلاثاء عن حله البرلمان بشكل رسمي بعد اجتماعه البارحة مع قائد الجيش واكر الزمان والسياسيين المعارضين. إذ يجري التوجه نحو تعيين حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات برلمانية جديدة. وهي خطوة يراها المعارضون كنوع من استعادة للديمقراطية "بعد حكم أحادي دام طويلًا".

من سيقود الحكومة الجديدة؟

 بعد إعلان استقالتها رسميًا، قال رئيس الجيش إنه سيشكل حكومة تصريف أعمال، مشيرًا إلى أن السلطة ستكون بيد الجيش بشكل مؤقت، ولكن الطلاب لن يقبلوا بذلك حسب احتجاجاتهم.

فقد عبرت الحركة الطلابية عن رغبتها في أن يتولى محمد يونس، الاقتصادي ومؤسس "بنك الفقراء" — مؤسسة تعنى بتقديم قروض صغيرة للأشخاص غير المؤهلين للحصول على قروض عادية — الحكومة الانتقالية الجديدة.

يونس، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 2006، يعبر عن استعداده لتولي منصب الرئيس وفقًا لتصريحات الطلاب. على الرغم من مواجهته لاتهامات بالفساد وخضوعه للمحاكمة خلال حكم حسينة، إلا أنه يؤكد أن هذه الاتهامات كانت "مدفوعة بدوافع الانتقام".

الطلاب ذكروا أنهم سيعلنون عن ترشيح أكثر من إسم لتولي الحكومة، وأكدوا أنه لن يكون باستطاعة الجيش تجاهل أصواتهم في لحظة "انتقالية" تشهدها البلاد سياسيًا.

الأطراف تدعو إلى تهدئة النفوس تخوفًا من الفوضى

ووعد رئيس الجيش الحركات الطلابية بإجراء تحقيقات في أعمال العنف التي جرت أثناء التظاهرات، طالبًا منهم أن يثقوا في الجيش، وأن يهدؤوا، حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".

فحتى بعد إستقالة ومغادرة حسينة، وأثناء احتفالات الناس باستقالتها في الشوارع، تواصلت أعمال الشغب والعنف.

إذ أن هنالك تخوفًا من أن تفسح مغادرة حسينة المجال للمزيد من الفوضى التي قتلت حتى الآن مئات الأشخاص، وأحرقت ودمرت عدة منشآت، وعلقت الملاحة الجوية في البلد المثقل بالأزمات السكانية والاقتصادية.

وذكرت تقارير محلية، أن أكثر من عشرة أشخاص قُتلوا عندما أشعل المحتجون النار في فندق مملوك لأحد قادة حزب حسينة في مدينة جاشور جنوب غرب البلاد.

وفي سافار، خارج دكا، قُتل ما لا يقل عن 25 شخصًا، وفقًا للتقارير. وتوفي عشرة آخرون في حي أبتارا بدكا.

بدوره دعا الحزب الوطني، حزب المعارضة الرئيسي، المواطنين إلى ضبط النفس، تخوفًا من دخول البلاد في مزيد من الفوضى. قائلًا إنه على الجميع المحافظة على نتائج الثورة التي أطاحت بالنظام "الاستبدادي" لحسينة، طالبًا من الناس اللجوء إلى القانون وعدم أخذ حقوقهم بأيدييهم.

وفي هذا السياق، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إن انتقال السلطة في بنغلاديش يجب أن يكون "وفقًا لالتزامات البلاد الدولية" و"شاملًا ومفتوحًا للمشاركة الفعالة لجميع البنغلاديشيين".