دعا عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي إلى فتح تحقيق في الاتصالات التي أُجريت بين إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، والمسؤولين الروس، بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك في ظل المخاوف المتعلقة بالأمن القومي.
جاء ذلك بعد تقارير تفيد بأن ماسك أجرى عدة مكالمات مع مسؤولين روس، الأمر الذي يستدعي تدقيقًا من قبل وزارة الدفاع الأمريكية ووكالات إنفاذ القانون.
وتحتوي الرسالة التي وقع عليها كل من السيناتورة جين شاهين، عضو لجنة العلاقات الخارجية، والسيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، على دعوة موجهة إلى المدعي العام الأمريكي، ميريك غارلاند، ومفتش وزارة الدفاع الأمريكية، للبحث في احتمال استبعاد ماسك من بعض عقود الحكومة الأمريكية، في ضوء تقارير تشير إلى محادثاته مع المسؤولين الروس حتى أكتوبر الماضي.
وتستند هذه الدعوة إلى أن ماسك، الذي يشرف على عقود دفاعية واستخباراتية بمليارات الدولارات عبر شركة "سبيس إكس"، قد تكون له علاقة مع دولة معادية لأمريكا.
وقال المشرعون في الرسالة: "العلاقات بين خصم معروف للولايات المتحدة والسيد ماسك، الذي استفاد من مليارات الدولارات من التمويل الحكومي الأمريكي، تثير تساؤلات جدية بشأن موثوقية السيد ماسك كمقاول حكومي وحامل لتصريح أمني".
وقد ظهر موضوع هذه الاتصالات في عام 2022، عندما كشف إيان بريمر، رئيس مجموعة "يوراسيا" الاستشارية، أنه سمع من ماسك شخصيًا أنه كان قد تحدث مع بوتين حول الحرب في أوكرانيا والخطوط الحمراء لاستخدام الأسلحة النووية من قبل روسيا. وبدوره، نفى ماسك هذه المعلومات وقال إنه تحدث مع بوتين قبل 18 شهرًا حول مسائل تتعلق بالفضاء فقط.
وفي الشهر الماضي، أفادت تقارير من "وول ستريت جورنال" بأن ماسك أجرى عدة محادثات مع كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم بوتين ونائب رئيس ديوان الرئيس الروسي سيرجي كيرينكو.
وقد تم اتهام كيرينكو هذا العام من قبل وزارة العدل الأمريكية بقيادة حملة دعاية مدعومة بالذكاء الاصطناعي على منصة "إكس"، والتي كانت تهدف إلى الترويج للمصالح الروسية والتأثير على الناخبين الأمريكيين قبل الانتخابات الرئاسية في 2020.
وأشار المشرعون إلى أن هذه الاتصالات تثير القلق بشكل خاص في ضوء حقيقة أن ماسك يحمل تصريحًا أمنيًا من الولايات المتحدة، مما يمنحه الوصول إلى معلومات حساسة من خلال "سبيس إكس"، التي تدير عقودًا ضخمة مع وزارة الدفاع وناسا، بما في ذلك عقود بناء شبكة الأقمار الصناعية "ستارلينك" بقيمة 1.8 مليار دولار لصالح مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وأضافوا في رسالتهم: "الاتصالات بين المسؤولين الحكوميين الروس وأي شخص يحمل تصريحًا أمنيًا قد تعرض أمننا للخطر".
وأكد المشرعون على أن شركة "سبيس إكس" أصبحت أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الفضاء الأمريكية، حيث تهيمن على سوق الأقمار الصناعية عبر "ستارلينك" التي تضم أكثر من 7,000 قمر صناعي، ما يجعلها أكبر مشغل للأقمار الصناعية في العالم.
وفي الوقت نفسه، فإن الدعوة للتحقيق قد تواجه مقاومة، بالنظر إلى الدعم العلني الذي يحظى به ماسك من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يخطط للعودة إلى البيت الأبيض بدعم من ماسك الذي أنفق أكثر من 119 مليون دولار على حملة ترامب الانتخابية 2020، وكان قد تم تعيينه مؤخرًا في منصب رئيس مشترك لقسم كفاءة الحكومة في إدارة ترامب المقبلة.