في إطار سلسلة من الاقتحامات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، شهد مخيم نور شمس شمالي الضفة تطورًا خطيرًا تمثل في اقتحام القوات الإسرائيلية لمكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد وجهت الوكالة اتهامات مباشرة لإسرائيل بإلحاق أضرار جسيمة بمكتبها في المخيم.
أشار عمر سعيدي، أحد سكان المخيم، إلى أن "الجيش الإسرائيلي هدم مكتب الوكالة بالكامل، ولم يترك شيئاً على حاله. لقد هدموا المحلات وكل ما كان في طريقهم".
وأظهرت لقطات مصورة من مكان الحادث الأضرار التي لحقت بالجدار الخارجي لمكتب الأونروا، حيث كان هناك أكوام كبيرة من الرمال والأتربة المتناثرة في المكان. في حين أن المبنى الرئيسي لم يتعرض لأضرار كبيرة، تم تسوية قاعة مؤقتة مجاورة بالكامل، مما تركها مغطاة بالأتربة وسقفها محطم.
وأضاف سعيدي: "إنهم (الجيش الإسرائيلي) يدمرون المخيم والناس. لا أفهم لماذا يقومون بذلك".
من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الأضرار، مشيراً إلى أن مجموعة من المسلحين قامت بزرع متفجرات في المنطقة وفجرتها لمهاجمة قواته، مما تسبب في الأضرار التي لحقت بالمبنى.
ورغم عدم القدرة على التأكد بشكل مستقل من سبب الأضرار، إلا أن المشاهد تبدو متسقة مع عمليات هدم سابقة نفذها الجيش للمنازل والمباني الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، حيث كان هناك تواجد لجرافات الجيش في محيط المخيم أثناء الاقتحام.
هذا الاقتحام يأتي بعد بعد ثلاثة أيام من إقرار الكنيست تشريعاً يحظر أنشطة الأونروا في إسرائيل، متهما إياها بتجاهل وجود عناصر مسلحة ضمن موظفيها، وهو ما تنفيه الوكالة.
ويُتوقع أن يدخل القرار الجديد حيز التنفيذ بعد ثلاثة أشهر، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.