بعد أكثر من عام على غزو أوكرانيا.. لماذا قلّلت روسيا من استخدام شعار "Z" في حربها؟

منذ 1 سنة 138

انتشر الشعار لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدمه الكثير من الشباب في روسيا، حيث تم وضعه كملصق على السيارات أو تم رسمه في الشوارع.

بعد فترة وجيزة من دخول دباباتها إلى أوكرانيا في الربيع الماضي، انتشر رمز "Z" في روسيا وبات شعارًا لغزوها كييف.

وللترويج لهذا الحرف، عمدت السلطات الروسية على تصوير أطفال مصابين بأمراض مميتة وهم يصنعون شكل Z خارج مستشفى في جنوب غرب البلاد، بينما مُنع لاعب الجمباز الروسي إيفان كولياك لمدة عام من ممارسة هذه الرياضة بعد عرض الرمز على ثيابه على منصة التتويج.

"استخدامات متعددة"

تسبب الصعود المتسارع لهذا الشعار في حدوث ضجة كبيرة عام 2022، وتصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.

ولكن يبدو أن استخدام هذا الحرف قد انخفض في الأشهر الأخيرة. ولاحظ مستخدمو تويتر غيابه الواضح في العرض العسكري الروسي خلال يوم النصر.

في هذا السياق، رأت المتخصصة بالشأن الروسي في المعهد الملكي للدراسات إميلي فيريس أن "هناك عددًا من العوامل التي أدت لانخفاض استخدام هذا الشعار من قبل روسيا".

وأوضحت فيريس، في حديث إلى "يورونيوز"، أن "رمز Z نما بشكل طبيعي، وعندما بدأت الحرب، لم يكن رمزًا من رموز الدولة. لكن في النهاية سيطرت الدولة عليه ".

واعتبرت أن السبب وراء تبني المسؤولين للرمز يرجع إلى "تعدد استخداماته"، لا سيما نظرًا لتمكن موسكو من تجييش الشارع الروسي عبر استخدامه.

ولطالما اعتمدت الحكومات الرموز وأعادت تفسيرها لخدمة أهدافها. أحد الأمثلة الأكثر شهرة هو استخدام ألمانيا النازية للصليب المعقوف، والذي تم تحويله من رمز قديم إلى شعار للنازية.

نهاية الحرب؟

وجزء من أسباب التراجع المحتمل للرمز Z هو أنه، مثل العديد من الاتجاهات الاجتماعية، بعد النمو السريع من الطبيعي أن يخفت الجنون المتعلق به.

وانتشر الشعار لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدمه الكثير من الشباب في روسيا، حيث تم وضعه كملصق على السيارات أو تم رسمه في الشوارع.

ورأت فيريس أن "هذا الشعار في بداياته كان شبابيًا نابعًا من الحماس الموجود لدى هذه الفئة، لكن بعد تبنيه من قبل الجيش الروسي فإنه قد فقد بريقه وجاذبيته".

وتابعت: "ليست المشكلة في أن تمتلك الدولة شعارًا بدأه مواطنون. لكن عندما تبدأ الحكومة بإجبار أطفال على تشكيل حرف "Z"، فإن ذلك يسلب المرح من الفكرة التي أوجدت الشعار".

وكان لافتًا مع بداية الغزو الروسي، أن الحرف المستخدم لا ينتمي إلى الأبجدية الروسية، بل هو يعود إلى اللاتينية، وهو ما شكّل مفاجأة في البداية.

والشعارات خلال الحروب هو أمر شائع، مثل الرايات، فهي تجمع القوات خلف شيء واحد. وقالت فيريس: "من المهم أن يكون لديك شيء يمكن أن تتحد خلفه. إنه يعرّفك على أنك داخل مجموعة معينة".

ووفقًا لفيريس، فإن سببًا آخر وراء عدم استمرار رواج رمز Z هو أن لدى روسيا الآن طرقًا أخرى لتعبئة الناس.

وتابعت: "السلطات لديها طرق أكثر فعالية لحشد الجمهور وراء الحرب، وفي الدولة "الأيديولوجية البوتينية"، يتم ذلك في المدارس وعلى شاشات التلفزيون".

في الوقت نفسه، رأت فيريس أن تراجع الرمز Z يمكن أن يمثل تحولًا أساسيًا في الموقف الروسي تجاه الحرب، حيث من المحتمل أن يتطلع الكرملين إلى المفاوضات في المستقبل.