انسحب الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، من شمال قطاع غزة بعد عملية عسكرية استمرت 17 يوماً، مخلفًا دمارًا واسعًا غير مسبوق خاصة في مخيم جباليا ومحيطه.
قال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 98 التابعة له أنهت عملية استمرت نحو ثلاثة أسابيع في جباليا شمال قطاع غزة، وادعى أنها "قتلت خلالها القوات مئات العناصر الإرهابية واستعادت جثث سبعة رهائن إسرائيليين قتلى، وهدمت أنفاقاً رئيسية".
وقد وصف ضباط الجيش الإسرائيلي القتال في جباليا بأنه من أشد المعارك ضراوة في خضم الحرب على غزة، حيث يعد المخيم من أكثر مناطق غزة كثافة سكانية.
وشهد معارك شرسة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة الفلسطينية التي استهدفت قواته المتوغلة بعبوات ناسفة وكمائن وعمليات قنص.
وتم إطلاق حوالي 120 قذيفة مضادة للدبابات على القوات، إلى جانب عشرات الحوادث الأخرى من العبوات الناسفة المزروعة ونيران القناصة والطائرات دون طيار التي أسقطت قنابل، وفقًا للجيش.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بداية العملية العسكرية في 12 أيار / مايو الجاري، أن الهدف من اقتحامه المخيم هو منع حماس من توطئة نفسها وحكمها بعد أن حاولت ترتيب صفوفها في المخيم مجددًا، لكن على الأرض يمكن ملاحظة أنهم دمروا كل مقومات الحياة، بما فيه مربعات سكنية بأكملها.
يزعم الجيش الإسرائيلي كذلك أن حماس حولت البنية التحتية المدنية في جباليا إلى "مجمع قتالي محصن"، وأطلقت النار على القوات من المدارس وغيرها من المواقع التي يحتمي فيها المدنيون، وشيدت شبكات أنفاق تحت المباني.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه قتل حوالي 500 إلى 600 مسلح خلال العملية في جباليا، ويقول إنه تم التحقق من 350 منهم فقط حتى الآن، بعد المعارك والغارات الجوية.
ومع ساعات الفجر الأولى بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة إلى المخيم ومحيطه لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
وقال شهود عيان إن الانسحاب الإسرائيلي كشف عن دمار هائل شمل آلاف الوحدات السكنية إضافة للطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
كما أحرق الجنود الإسرائيليون مئات البنايات السكنية التي لم يتم تدميرها في المخيم، حسب شهود عيان.
وشوهدت طواقم الدفاع المدني والكوادر الطبية تحاول تطويق الدمار الكبير، وانتشال عدد كبير من الضحايا داخل أزقة وشوارع المخيم، في حين لا يزال العشرات تحت أنقاض منازل مدمرة.