بعد أزمة ثلاثي المنتخب.. ما حدث من فيتوريا مع أسطورة بنفيكا يكشف تحذيرا للجيل الحالي

منذ 1 سنة 113

"لويزاو سيكون له مهام جديدة التي لا تعنيني أو تهمني في النهاية، إدارة النادي هي من ستقرر أدواره المقبلة، يظل قائد الفريق وجزء من المجموعة".. كلمات روي فيتوريا المدير الفني لفريق بنفيكا البرتغالي في 2018.

هل تعتقد أن كلمات فيتوريا تبدو لطيفة؟ لكن القصة وراء خلافاته مع لويزاو أسطورة بنفيكا ستوضح لك العديد من الأشياء بما يحدث حاليا من خلافات مع إمام عاشور وطارق حامد وحسين الشحات.

وعاقب روي فيتوريا المدير الفني لمنتخب مصر الثلاثي بالاستبعاد من المنتخب عقب مباراة الفراعنة ضد جيبوتي في أولى جولات التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 وحققت مصر الفوز 6-0.

ورفض الثلاثي التدريب بقوة بعد المباراة إذ قرر المدير الفني البرتغالي أن من لم يشترك في المباراة فسيتدرب عقب اللقاء، وعدم جدية الثلاثي في التدريبات بسبب غضبهم من عدم اللعب أزعجت فيتوريا وقرر استبعاده.

لكن لم يعرف الثلاثي ماذا فعل فيتوريا من قبل في لويزاو وهو أسطورة بنفيكا ولماذا يجب على لاعبين المنتخب الوطني الاستفادة منهم لأن مدرب مُصنف من الأفضل في التاريخ مدحه بصورة مُلفتة، وهذا ما سيستعرضه FilGoal.com في التقرير التالي.

كل شيء على ما يرام حتى أتت العاصفة

في البداية كان المدافع البرازيلي يلعب بشكل طبيعي عندما يكون متاحا بدنيا ففي أول موسم للمدير الفني البرتغالي 2015-2016 بدأ لويزاو حالته البدنية تتدهور ففي ذلك الموسم تعرض أسطورة النادي للإصابات.

تعرض قلب الدفاع لإصابتين جعلته يغيب 136 يوما بواقع 29 مباراة للصقور ولعب 17 مباراة وهذا لم يحدث له من قبل فكانت آخر إصابة له في موسم 2010-2011 وغاب 14 يوما بواقع مباراة واحدة فقط.

وفي موسم 2016-2017 تعرض لإصابة أبعدته 8 أياما بواقع لقاء واحد فقط، إذ شارك في 39 مباراة.

وفي الموسم الأخير له 2017-2018 مع الفريق تعرض لويزاو لإصابة في الركبة وابتعد عن الملاعب لمدة 36 يوما بواقع 7 مباريات، وشارك في 23 لقاء.

ومن هنا أتت العاصفة.

طلب الرحيل العاصفي

طلب فيتوريا من لويزاو الرحيل عن صفوف الفريق أو الاعتزال بنهاية موسم 2017-2018 بسبب عدم قدرة البرازيلي على تقديم ما يريده فيتوريا، لكن رفض المدافع طلب مدربه البرتغالي وقرر البقاء لأنه يرى أنه يستطيع أن يقود اللاعبين في غرفة تغيير الملابس بخبرته الكبيرة.

وبذك قرر فيتوريا استبعاد لويزا من قائمة الفريق نهائيا ليجبره على الخروج.

وقال لويزاو: "يجب أن أوضح شعوري خلال الأشهر القليلة قبل التوقف عن اللعب، شعرت بفراغ لأن قبل نهاية الموسم في أخر مباراة تم إبلاغي من روي فيتوريا أنه لن يعتمد علي في الموسم المقبل".

وأضاف "يومين قبل الإجازة شعرت بالفراغ قليلا، كنت متأكدا إنني سأكون مفيدا في بعض النقاط أثناء الموسم، ربما لن أكون في التشكيل الأساسي، لكني أستطيع المساعدة بطريقة ما، أثناء الإجازة وقبل الاعتزال كان من الصعب سماع ذلك".

وأكمل "ربما سأكون الاختيار الخامس أو السادس في الدفاع، كان خياري هو العودة حتى أعلم ذلك، واللاعبين واثقين من قدرتي على مساعداتهم، وضعت بعض الأهداف إنني أستطيع دخول قائمة دوري الأبطال والكأس، لكني أدركت أن هذا لن يحدث".

وأنهى حديثه في هذه النقطة قائلا: "لذلك قررت خلال يومين إن أكون سفيرا للنادي فهذه أعظم جائزة لي، أتلقى المحبة من الجماهير في الشوارع ومن النادي".

وفي النهاية قرر لويزاو الاعتزال يوم 25 سبتمبر 2018 إذ استمر أسطورة النادي على أمل إقناع فيتوريا ولكن المدير الفني الأسبق لفريق للنصر السعودي رفض ذلك ليُجبر لويزاو على الاعتزال.

تعليق فيتوريا

علق فيتوريا على اعتزال لويزاو قائلا: "لويزاو سيكون له مهام جديدة التي لا تعنيني أو تهمني، في النهاية إدارة النادي هي من ستقرر أدواره المقبلة، يظل قائد الفريق وجزء من المجموعة، فهو دائما محترفا ولديه الطريقة الصحيحة للتصرف، وكان بيننا الاحترام، لم أشاهد حفلا لاعتزال كهذا من قبل في أي مكان".

وأنهى حديثه قائلا في هذه النقطة: "علينا أن نٌخلد صورة اللاعب الذي ترك بصمة في كرة القدم البرتغالية، لويزاو مرجع لبنفيكا في الماضي كلاعب وسيظل ذلك، فلديه مسيرة مهنية كبيرة".

بعد رحيل فيتوريا عن بنفيكا في 3 يناير 2019 عاد لويزاو مرة أخرى يوم 3 أغسطس 2020 للملاعب من خلال منصب المدير التقني للنادي وتحليل الاداء للاعبين وبالتالي عاد من جديد للملاعب والتدريبات اليومية.

ربما ترى أن فيتوريا كان قويا مع لويزاو وإجباره على الاعتزال عكس رغبته بالإضافة إلى عدم وجوده في منصب فني مع فيتوريا، لكن شخصية المدير الفني البالغ من العمر 53 عاما القوية لم تنعكس على العلاقة الشخصية ولم يتخذ شيء شخصي ضد اللاعب، عكس ما حدث ما جانب فرانشيسكو توتي ضد مدربه في روما لوتشيانو سباليتي.

فهاجم أسطورة وملك إيطاليا توتي مدربه سباليتي وجعل قراره بعدم الاعتماد عليه في المباريات كثيرا شيء شخصي، قبل أن يقابله بطريقة جيدة في الفترة الماضية ونسى كل ما حدث له.

كان توتي يرى أنه يستطيع اللعب أكثر بدلا من وضعه على مقاعد البدلاء.

تاليسكا والمشاركات القليلة مع فيتوريا

عندما تولى فيتوريا تدريب بنفيكا قرر أن لا يشرك تاليسكا كثيرا بالرغم من عدم تعرضه لأي إصابة تحت قيادة فيتوريا.

لكن لعب 34 مباراة، بالتأكيد يبدو أن الرقم كبيرة فأين المشكلة؟

أي لاعب حتى إذا شارك في ثانية في المباراة تُحتب له مباراة كاملة ولذلك يجب أن تعلم كم دقيقة لعبها تاليسكا، شارك في 1535 دقيقة وبالقسمة على 90 عدد دقائق المباراة الواحدة فيكون لعب المهاجم البرازيلي 17 مباراة تقريبا.

وبالتالي عدد المباريات يعتبر قليل جدا.

وعلى الجانب الآخر فقبل قدوم فيتوريا كان أول موسم للاعب النصر السعودي الحالي تحت قيادة خورخي خيسوس وشارك في 44 مباراة بعدد دقائق 2541 دقيقة وبنفس طريقة حساب في موسم فيتوريا فشارك في 28 مباراة تقريبا.

ومن هنا فيعتبر هذا الرقم أكثير بكثير من موسمه مع فيتوريا.

ماذا يفرق تاليسكا عن ثلاثي منتخب مصر المُستبعد؟

الذي يفرق تاليسكا عن الثلاثي المصري أنه لم يفتعل أي مشكلة رفقة فيتوريا ويعلم أن الأمر غير شخصي فظل ملتزما دائما في التدريبات.

لكن أخذ رد فعل بعد 5 أعوام من رحيله وهاجم فيتوريا قائلا: "شعرت بالمتعة تحت قيادة خيسوس وسجلت أهداف كثيرة، لكن لم أتمكن من فعل الكثير مع فيتوريا، لا توجد مشكلة بيننا وقتها، لكن شعرت بانعدام الثقة وذلك يؤثر على مستوى اللاعب".

إشادة واحد من الأفضل بالتاريخ وثلاثي الفراعنة

أشاد بيب جوارديولا في كتابه عندما كان في فريق بايرن ميونيخ الألماني بفيتوريا فكتب عن مواجهة بنفيكا تحت قيادة البرتغالي "إنه أفضل منظومة دفاعية في أوروبا في اللحظة الحالية، لكنه ليس فريق دفاعي".

واختتم "على النقيض، هو يعتمد على الدفاع المتقدم جدا ولا يتوقف عن الضغط بمهاجمين سريعين وشباب مثل ريناتو سانشيز، الناس لا تشاهد الدوري البرتغالي في ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا، لهذا السبب لا أحد يُقدر قيمة بنفيكا، لكني أقول إن منظومته تصنف كفريق ساكي".

فيجب أن يُصدق ويتخيل الثلاثي المستبعد أن لديهم من أقنع جوارديولا وجعله يشيد به بهذه الطريقة وبالتالي من المؤكد أنه سيفيدهم في مسيرتهم المهنية.

اعتماد فيتوريا الأكثر يكون على لاعبين صغار السن وحتى عندما درب لاعبا كبيرا في السن -ليس لويزاو- قدم أفضل أداء له في تاريخه وهو في سن طارق حامد.

أما صغار السن ففيتوريا أخرج إيدرسون مورايش وريناتو سانشيز وجواو فيليكس وروبن دياز وجيدسون فرنانديز وميلي سفيلار وأليخاندرو جريمالدو.

فقال فيتوريا في موقع "كوتشيس فويس" عن فترته في بنفيكا: "كانت لدي فرصة تصعيد لاعبين من فرق الناشئين، هذه كانت أمنية النادي والتي تتطابق مع إرادتي، قررنا معا أن هذا وقت أخذ فرصة وضع 5-6 لاعبين من الناشئين موضع التنفيذ".

وأضاف "يجب أن يكون هناك تفاهم في مثل هذه القرارات، لا يكفي وحده أن النادي يريد ذلك، أو المدرب فقط، ضروري أن يكون هناك مشاركة نفس الرؤية، لذلك لاعبين مثل جواو فليكس وريناتو سانشيز بدأوا مع آخرين في لعب دور أكثر بروزا".

وأنهى حديثه قائلا: "تقريبا حققت كل شيئ يتوقعه نادي من مدربه سواء تحقيق بطولات أو توافد الجماهير للاستاد وتطوير الناشئين، كان هناك هدفين رياضي ومادي، هناك نقطة يجب أن لا تغيب عن بالنا عند تقييم عمل مدرب، العلاقة بين الاستثمار والأداء الرياضي في هذا الصدد كان التوازن الذي تركته في بنفيكا إيجابيا".

بالتحديد هذا الكلام يجب أن يُدركه إمام عاشور لأنه حتى الآن صغير السن وقريب من الدخول في المرحلة الأخرى التي هي النضوج وتُعتبر الأفضل في مسيرة اللاعب المهنية.

طارق حامد = جوناس

أما طارق حامد الذي يعتبر كبير السن إذ يبلغ من العمر 35 عاما فيجب أن يكون على معرفة بإنه يستطيع الاستفادة كثيرا من فيتوريا، لماذا؟

عندما تولى فيتوريا تدريب فريق الصقور في 2015-2016 فكان في الفريق من قبله بعام وهو جوناس ووقتها كان يبلغ من العمر 31 عاما وظل في الفريق حتى اعتزل بعد رحيله مدربه بموسم أي ظل حتى بلغ 35 عاما مثل طارق حامد.

ويعتبر أفضل موسمين في تاريخ جوناس مع فيتوريا هما 2015-2016 و2017-2018.

ففي موسم 2015-2016 سجل البرازيلي 36 هدفا خلال 48 مباراة خاضها.

أما في موسم 2017-2018 سجل المهاجم المخضرم 36 هدفا في 40 مباراة لعبها.

وحقق رقما قياسيا بوصوله ثاني الهدافين التاريخيين للأجانب في بنفيكا بتسجيله 137 هدفا في 183 مباراة، يأتي خلف أوسكار كاردوزو الذي أحرز 172 هدفا في 293 لقاء.

وفوق كل هذا كان ملتزما في التدريبات وفي تنفيذ تعليمات مدربه وهو أكثر ما يريده فيتوريا من جميع الفريق.

وبالتالي يستطيع فيتوريا التعامل مع اللاعبين كبار السن وليس الشباب فقط.

وبذلك يستطيع طارق حامد لاعب فريق ضمك السعودي بأن يطور من نفسه ويتعلم المزيد من فيتوريا الذي بالتأكيد لم يشد به جوارديولا بدون سبب.

وفي النهاية يتضح لنا أن فيتوريا لا يأخذ أي شيء بشكل شخصي من تجربة تاليسكا مثلا لكن بالنسبة له الالتزام ثم الالتزام ثم الالتزام وبذلك سيتطور أي لاعب ويستفيد من خبراته، ربما طبيعة الشعب المصري تتسم بالعاطفة التي تؤدي إلى شخصنة الأمور أحيانا، وهذا شيء إضافي يتعلمه اللاعبين من مدربهم وليس فقط الفنيات والالتزام.