بعد أبحاث امتدت لأكثر من 10 أعوام.. هل يعتبر التورين "إكسير الحياة"؟

منذ 1 سنة 193

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يكون "التورين"، حمض أميني يستخدمه غالبًا رافعو الأثقال ويُضاف إلى المشروبات الرياضية، "إكسير الحياة"، وفقًا لمؤلف دراسة جديدة، في الحد الأدنى عندما يتعلّق الأمر بإطالة عمر الديدان والفئران والقرود.

هل سيكون استخدامه مفيدًا أم ضارًا للناس؟ لا أحد يعرف.. لذلك وفّر أموالك بحسب الخبراء.

وقال فيجاي ياداف، مؤلف الدراسة الرئيسي، وأستاذ مساعد بعلم الوراثة والتنمية في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، في إحاطة إخبارية، إن إناث الفئران متوسطة العمر قد عاشت فترة أطول بنسبة 12٪ من الفئران التي لم تتلقّ "التورين".

وعاشت ذكور الفئران فترة أطول بنسبة 10٪ تقريبًا.

وأوضح ياداف في بيان صحفي سابق عن الدراسة المنشورة في مجلة Science الخميس: "تقترح هذه الدراسة أن التورين يمكن أن يكون إكسير الحياة بداخلنا".

ويعتبر "التورين" من الأحماض الأمينية غير الأساسية، الموجودة في الدماغ، وشبكية العين، وفي كل عضلة بالجسم تقريباً.

ووجدت الدراسات أنه قد يكون مضادًا للالتهابات ويؤمن حماية للأعصاب في الأدمغة الأكبر سنًا. لكن، قد يكون ضارًا بالأدمغة النامية للمراهقين.

ويرتبط نقص "التورين" بأضرار في القلب، والكلى، والشبكية.

وفيما يتم امتصاصه من الأطعمة، مثل المحار واللحوم، ويوزّعها الكبد، تنخفض مستويات "التورين" مع تقدم العمر.

وقال هينينغ واكرهاج، مؤلف مشارك وأستاذ بيولوجيا الرياضة في الجامعة التقنية بميونخ، في ألمانيا: "إذا رفعته إلى مستوى الشباب، فسيكون لديك نفس تأثير الفئران عينه التي تعيش بصحة أفضل ولفترة أطول".

وأظهرت الاختبارات، التي أُجريت على القرود، أن أولئك الذين تناولوا مكملات "التورين" كانت لديهم دهونًا أقل.

وكان لديهم مستويات سكر أفضل في الدم، مع ازدياد في كثافة العظام، وجهاز مناعي أصغر سنًا، واكتساب وزن أقل، بحسب ما جاء في الدراسة.

لكن الديدان والفئران والقردة ليسوا بشرًا، ولا يزال العلم على بعد سنوات من إثبات قيمة "التورين" في مقاومة الشيخوخة عند البشر.

وقال والتر ويليت، باحث رائد في مجال التغذية، غير المشارك في الدراسة: "قد يكون ضارًا إذا بدأ الناس باستهلاك مزيد من الأطعمة من مصادر حيوانية لزيادة تناول التورين".

وتابع في حديثه مع CNN: "في مجموعاتنا التي تضم أكثر من 130 ألف رجل وامرأة، تمت متابعتهم لمدة تصل إلى 30 عامًا (مع أكثر من 30 ألف حالة وفاة)، كان تناول البروتين الحيواني مرتبطًا بارتفاع معدل الوفيات الإجمالي والوفيات الناجمة عن معظم الأمراض الرئيسية".

وتابع: "قد تكون بعض الدراسات الإضافية على البشر الذين يستخدمون مكملات التورين مثيرة للاهتمام، لكننا بعيدون جدًا عن اقتراح استخدامها".

ووجدت التجربة الوحيدة التي أُجريت على البشر أن الرياضة تُحسّن من مستويات "التورين" لدى الأشخاص.

وتُقلل أيضًا من نسبة الكوليسترول، وتُحسّن من تدفق الدم، وتُخفّض ضغط الدم، وتُقوّي العضلات، ضمنًا القلب، وتُحسّن النوم، كما تُحارب الأمراض المزمنة.

وقال غوردون ليثغو، الأستاذ ونائب رئيس الشؤون الأكاديمية بمعهد باك في نوفاتو، كاليفورنيا، وهو معهد أبحاث طبي حيوي مستقل يركز فقط على الشيخوخة: "أنا لا أحب الادعاءات المتعلقة بإطالة العمر عند البشر لأننا ببساطة لا نعرف".

وأوضح ليثغو، الذي أجرى مختبره البحث على الديدان المدرجة في الدراسة الجديدة: "لا أقول إن هذا غير ممكن، لكننا نحتاج إلى إجراء تجارب سريرية مزدوجة التعمية على الأشخاص لمعرفة ما سيحدث".

وقال لسوء الحظ إنّ العديد من الأدوية والمكملات والأعشاب والفيتامينات التي يبدو أنها مفيدة قد تفشل بشكل مذهل بمجرد انتهاء العلم من فحصها.

مهمة ضخمة

وشارك في البحث، الذي استغرق إعداده ما يزيد عن 10 سنوات، أكثر من 50 عالمًا في مختبرات من حول العالم، قاموا بالتحقيق في تأثير "التورين" على الديدان، والفئران، والقرود، وغيرها.

ويشهد مجال مكافحة الشيخوخة ازدهارًا، حيث يعتبر "التورين" مجرد واحد من العديد من المسارات المحتملة للاستمتاع بحياة أطول.

وأوضح ليثغو أنّ التجارب السريرية جارية لمعرفة إذا كان عقار "الميتفورمين" للسكري يمكنه عكس الشيخوخة.

وأوضح أن "الأشخاص الذين يتناولون "الميتفورمين" يبدو أنهم أقل عرضة للإصابة بأمراض أخرى، مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والأمراض التنكسية العصبية".

وفي النهاية، سيحتاج العلم إلى "100 نوع مختلف من التورين"، بحسب قول ليثغو.

وتابع: "الشيخوخة معقدة للغاية، مع الكثير من العمليات الكيميائية الحيوية والأنسجة التي تتفاعل مع بعضها البعض.. لن يكون هناك حل واحد لإبطاء الشيخوخة".

وقال: "من المحتمل أننا سنحتاج إلى مجموعة من الأمور الموجودة في أجسامنا بالفعل، بالتوازي مع بعض الأدوية المُطوّرة، والحلول المعروفة، مثل التمارين والتغذية".