بظل عيد الحب.. خبيرة تكشف سر إبقاء الحب الرومانسي حيًا بين الأزواج

منذ 1 سنة 295

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نستمتع نحن البشر بصحبة الأشخاص الذين نحبهم، وتُظهر الأبحاث أن قضاء الوقت مع شريكٍ محبوب مفيد لنا.

ولكن بعد أعوام من بدء العلاقة الرومانسيّة، يشعر الكثير منا بالاستقرار مع الشريك، وقد تطغى مختلف الأولويّات على الوقت الخاص بين الأزواج.

ويتمثّل ذلك في العمل حتّى وقتٍ متأخر، وإنجاب الأطفال، أو السّهر لوقتٍ متأخّر لإنهاء برنامج تلفزيوني بدلاً من الخلود إلى الفراش مع الشّريك.

ولكن ماذا لو استطعنا إعادة إشعال حافز يقرّبنا من شركائنا، واستعادة تلك اللحظات المسروقة الممتعة؟

وقالت أستاذة علم النّفس والأعصاب في جامعة نورث كارولينا، ومؤسِّسة ومديرة منظّمة مجتمعيّة تُدعى "The Love Consortium"، الدكتورة سارة ألغوي، إن عقود من الأبحاث المتمحورة حول السّلوك البشري تشير إلى أنّ ذلك أصعب ممّا يبدو.

ومؤخّرًا، حاولت ألغوي مع زملائها في مجال البحث اتّباع نهج لمساعدة الأشخاص في قضاء المزيد من الوقت مع الشّخص الذي يحبّونه عبر العمل مع الطّبيعة البشريّة بدلاً من محاربتها.

وهكذا تم القيام بذلك.

وفكّر الفريق في مساعدة الأشخاص في التّعبير عن امتنانهم لشركائهم عند شعورهم بذلك، وشرحت ألغوي: "ستؤدي تعابير الامتنان هذه إلى تقريب الأزواج من خلال قضاء المزيد من الوقت معًا".

ولكن لماذا الامتنان بالتّحديد؟ وذكرت ألغوي أنّه "شعورٌ يذكّرنا بما أعجبنا بشركائنا في المقام الأول".

ولتحقيق ذلك، قامت المجموعة بتطوير تقنيّة مختصرة لمساعدة الأشخاص على إظهار ذلك.

ووضع المشاركون في الدّراسة خطّة للتّعبير عن امتنانهم لشركائهم، عندما شعروا بذلك.

ولم تستغرق الجلسات وقتًا طويلًا، إذ كانت عبارة عن تمرين موجّه ذاتيًا استغرق أقل من 5 دقائق.

وتمتعت الخطة بتأثير إيجابي، إذ أدرك الأشخاص في الدّراسة وجود الكثير من الأشياء التي قام بها شركائهم، والتي شعروا بالامتنان لها.

وأوضح المشاركون أنّهم يشعرون بالامتنان بسبب قيام شركائهم بأمور عدّة مثل حك ظهرهم، وتحفيزهم على الضحك، ومدحهم، والاستماع لهم إذا كان لديهم ما يُزعجهم، ومساعدتهم عند الإصابة بالمرض، وقضاء الوقت مع عائلاتهم، وإعداد وجبة طعام لهم، وحتّى مشاهدة البرامج الرياضيّة معًا.

وأثناء التجربة التي استمرّت لـ5 أسابيع، وجد الفريق أن هذه التقنيّة ناجحة.

وزاد الأزواج في الدراسة من الوقت الذي قاموا بقضائه مع أحبائهم بحوالي 68 دقيقة يوميًا في المتوسط، وذلك مقارنةً بالموجودين ضمن المجموعة الضّابطة (الذين لم يتم تشجيعهم على فعل أي شيء بشكلٍ مختلف خلال الأسابيع الخمسة).

وأكّدت ألغوي أنّ التّعبير عن الامتنان بشكلٍ جسدي أدّى لتقريب الشّركاء من بعضهم البعض.

وفي بعض الأيّام، قضى الأزواج أكثر من ساعة معًا، بينما كانت تلك المدّة أقل في أيّام أخرى.

ومشاعر الامتنان تجاه الشّركاء هي ما زادت من التقارب بينهم، ولم يستغرق الأمر ساعات، وأسابيع من التدريب، أو تعلّم مجموعة من المهارات الجديدة بأكملها.

وقالت ألغوي: "إنّها وببساطة الدّوامة التصاعديّة التي أطلقتها مشاعر الامتنان".

ولكن ما الذي تعنيه بـ"دوامة تصاعدية"؟

وشرحت ألغوي قائلةً: "حقيقة أن شريكي يفعل شيئًا لمصلحتي لا يثير بالضّرورة مشاعر امتناني. وتُظهر الأبحاث أنّ الاستجابة العاطفيّة تقتصر على الأوقات التي أدركتُ فيها أنّه فاق التّوقعات".

ولكن عندما نشعر بالامتنان، تُلفِت موجة المشاعر هذه انتباهنا إلى ما نحبّه في شريكنا، ويحفّزنا ذلك على إظهار أنّنا نهتم أيضًا عبر التعبير عن الامتنان.

وفي المقابل، يشعر الشريك بالرّضا عن نفسه وعلاقته عند سماع تعابير الامتنان.

ولبدء ذلك بشكلٍ طبيعي، يجب على الأشخاص ملاحظة متى يشعرون بالامتنان تجاه شركائهم خلال الحياة اليوميّة، ثم التّعبير عن امتنانهم.

وأفادت ألغوي: "من المؤكّد أنّنا لا نزال نتعامل مع كيفيّة جعل هذا الأمر ناجحًا للجميع".

وفي هذه الدراسة، نجحت هذه التقنيّة بشكلٍ أفضل مع ثلثي الأشخاص الذين كانوا أكثر ميلًا للتعبير عن الامتنان في حياتهم اليوميّة بشكلٍ طبيعي قبل وضع الخطّة.

ومن المفيد أيضًا التّحلي بالإخلاص.

وخلال محاولة الفريق الأولى لتغيير نتائج العلاقة عبر التّعبير عن الامتنان، جلس الأزواج معًا لعدّة مرّات على مدار شهر للتّعبير عن مشاعر الامتنان وجهًا لوجه.

وقالت ألغوي: "لم ينجح ذلك، وأظن أنّ السبب يعود لفرضِنا ما يجب أن يأتي بشكلٍ طبيعي".

وهذه الدّراسة ليست إلا خطوة صغيرة في هذا المشروع، ولكنّها تحمل الكثير من الأمل باعتبارها الأولى من نوعها.