بطولة وطنية للمطالعة في تونس لتشجيع القراءة

منذ 1 سنة 207

في تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي تستهدف كل الفئات العمرية والاجتماعية وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة، انطلقت في تونس البطولة الوطنية للمطالعة في دورتها الثالثة بإشراف وزارة الشؤون الثقافية لـ 10 أشهر، بهدف ترسيخ ثقافة المطالعة والتعرف على شبكة المكاتب العمومية الأكبر في أفريقيا والعالم العربي.

تونس-1.png

 "اشتغلت البطولة الوطنية للمطالعة بنسختيها الأولى والثانية على أهداف عدة أهمها عودة التونسي للكتاب" (اندبندنت عربية)

وأفاد مدير المطالعة العمومية الياس الرابحي بأن "البطولة الوطنية للمطالعة هي مشروع ثقافي وليس مجرد مسابقة تهتم فقط بالكتاب"، موضحاً أنه "خلال السنوات الأخيرة أصبحت تونس هدفاً لبعض المشاريع التي تنظمها دول أو منظمات غير حكومية في المجال الثقافي عموماً، وعلى مستوى الكتب والمطالعة خصوصا"، وهي تجارب أجنبية تدخل إلى الوطن كالسيل العرم تحمل معها أفكاراً وثقافات شعوب أخرى.

مشروعنا الوطني

وأضاف الرابحي "ارتأينا أن تكون فضاءات المطالعة العمومية الموزعة على كل مناطق الجمهورية التي يبلغ عددها 436 مكتبة، وأن يكون لها مشروع ثقافي خاص بها تلتف حوله كل الوزارات". وتابع أنه "من خلال شبكة المكاتب العمومية، وهي أكبر شبكة في أفريقيا والعالم العربي، انطلقنا بمشروعنا الوطني بأفكار تونسية وبدأنا في صياغته بمشاركة مفكرين وكتاب وناشرين ومبدعين".

وقال "اشتغلت البطولة الوطنية للمطالعة خلال نسختيها الأولى والثانية على أهداف عدة، أهمها عودة التونسي للكتاب ونشر ثقافة المطالعة ثم تثمين فضاءاتها التي تكلف الدولة كثيراً وتحوي نحو 8 ملايين كتاب وأكثر من 2600 موظف"، ولفت الرابحي إلى أن البطولة الوطنية للمطالعة أنتجت مطالعة حوالى 6 ملايين كتاب من رفوف المكتبات العمومية مما رفع نسبة المطالعة في تونس.

ووفق إحصاءات رسمية تبلغ نسبة المطالعة في البلاد بكتاب واحد فقط لكل مواطن سنوياً، وهي نسبة متدنية عالمياً تسعى السلطات المشرفة على المجال الثقافي إلى رفعها من خلال مشاريع عدة للترغيب في جعل الكتاب صديق الجميع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد الرابحي على أننا "نطمح أن يكون للمكتبات العمومية تأثير في محيطها الجغرافي والاجتماعي بفتح أبواب الحوار والنقاش من خلال قضايا تجمعنا، مثل القضايا الحقوقية وقضية المرأة لخلق الحس النقدي لدى الناشئة"، مفسراً أن "البطولة لا تقتصر على مطالعة الكتب وتلخيصها، بل يقوم المشاركون، لا سيما الأطفال، باختبار لدى لجنة متخصصة تتكون من 14 خبيراً من خيرة المفكرين والكتاب من أجل تقييم حس المشارك النقدي".

التمكين الثقافي

وأضاف مدير المطالعة العمومية أن "البطولة في نسختها الحالية اشتغلت على التمكين الثقافي للفئات الهشة بمشاركة 420 سجيناً وأيضاً 20 مسناً من دور المسنين و36 من ذوي الإعاقة البصرية بمطالعة كتب برايل، وأيضاً مشاركة نحو 60 عائلة بكل أفرادها بهدف ترسيخ ثقافة المطالعة انطلاقاً من العائلة".

وبخصوص التجارب العالمية في مجالات مسابقات المطالعة أفاد الرابحي بأن "مثل هذه البطولات موجودة في فرنسا منذ 30 عاماً، وهناك تحدي القراءة العربية في الإمارات العربية المتحدة والذي يستهدف جميع الأطفال العرب، وأخيراً بطولة البطولات في الولايات المتحدة، لكن كل هذه المسابقات تستهدف فئة الأطفال فقط، عكس البطولة التونسية التي تستهدف كل الفئات العمرية والاجتماعية". 

ويمكن لكل مشارك في البطولة الوطنية الحصول على دفتر مطالعة متوافر بكل المكتبات العمومية، ويحمل كل دفتر لوناً يميزه بحسب الفئات العمرية، إذ تم تخصيص دفتر المطالعة الأحمر للفئة العمرية من ست إلى ثماني سنوات، والأخضر للفئة العمرية بين تسع سنوات و12 سنة، والبرتقالي للفئة العمرية بين 13 و15 عاماً، واللون الأصفر لمن أعمارهم بين 16 و22 عاماً، أما الأزرق فللفئة العمرية من 23 إلى 39 عاماً، والرمادي للفئة العمرية من 40 سنة فما فوق.

التصفيات

واشترطت إدارة المطالعة العمومية ألا يقل عدد الكتب المقروءة خلال فترة التصفيات المحلية عن 48 كتاباً للفئة العمرية بين ست و11 سنة، و30 كتاباً للفئة العمرية بين 13 و15 سنة، وحُدد عدد الكتب الواجب قراءتها للفئة العمرية من 16 سنة إلى فوق بـ 12 كتاباً مع اشتراط تنوع اللغات في قبول الأعمال والترشح، بخاصة الفرنسية والإنجليزية.

وتقام التصفيات في مرحلة أولى على مستوى المحافظات بتقييم أداء المرشحين لاختيار قائمة المشاركين على المستوى الوطني البالغ عددهم 60 مشاركاً.

وشارك في هذه الدورة 1440 مشاركاً من مختلف الفئات يحضرون في التصفيات الوطنية بالعاصمة في الـ 18 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 لاختيار الفائزين بالبطولة الوطنية.