أسلوب جديد لعلاجه.. وبديل لا يوجع العضلات
عقار بيمبيدويك بديل للاستاتن مخفض للكوليسترول. (وكالات)
على رغم إجماع الجمهوريين والديموقراطيين على ضرورة إيجاد سبل أنجع لمنافسة الصين، بعد حادثة منطاد التجسس؛ إلا أنهم لا اتفاق بينهم على كيفية تحقيق ذلك. (وكالات)
بشارتان كبريان لمرضى القلب، ومن يعانون من ارتفاع مستوى الدهون الضارة (الكولسترول). فقد ذكرت مجلة «نيوإنغلاند الطبية» الأمريكية، في عددها الصادر السبت الماضي، أنه بات بإمكان المرضى المصابين بتضرر الصمامات الثلاثية الشُّرُفات الحصول على علاج يخفف معاناتهم إلى أبعد مدى ممكن. ويعاني أكثر من مليون أمريكي من تضرر الصمام الثلاثي الشرفات، الذي يوجد في الناحية اليمنى من القلب. وهو يقوم عادة بتمرير الدم بعد تعرضه للأوكسجين بالتدفق بين الأُذَيْن الأيمن والبُطَيْن الأيمن. وحين يصاب هذا الصمام بخلل، أو تسرب فإن الدم يتدفق في الاتجاه المعاكس. ونتيجة لذلك تتراكم السوائل في أعضاء حيوية، بينما يتورم القدمان والساقان. والنتيجة النهائية لذلك هي فشل القلب. وعادة ما تكون أعراض ذلك خطيرة، كالشعور بالتعب الشديد، وانتفاخ البطن، وتورم الأرجل، وشعور عام بالمرض. وأحياناً حتى الأعين تتورم. وتتسبب جميع الأدوية لهذه الحالة في مضاعفات جانبية خطيرة. وكان التدخل الجراحي لإصلاح ذلك الصمام محفوفا بقدر محبط من المخاطر العالية. غير أن شركة أبوت الدوائية الأمريكية أوردت أخيراً بيانات عن تجربة سريرية لعلاج يقوم على «كفكفة» الصمام الثلاثي الشرفات، بحيث يصبح أصغر حجماً، وبالتالي أكثر قدرة على القيام بوظيفته. والجهاز المستخدم للتعامل مع ذلك الصمام شبيه جداً بالجهاز المستخدم بنجاح كبير في معالجة المرضى المصابين بأضرار في صمام آخر من صمامات القلب، وهو الصمام التاجي (الميترالي). كما أن شركة أخرى، هي إدواردز لايف ساينسيز، توشك على إكمال تجربة سريرية على نهج آخر يحقق الغرض نفسه. وقال محللون وخبراء إن تصغير حجم الصمام الثلاثي الشرفات أسفر عن وقف التسرب. وسمح ذلك لعدد من المرضى باستئناف حياتهم الطبيعية بعد طول معاناة. وأكدوا أن الإجراء الخاضع للتجربة يتسم بالمأمونية؛ إذ إن احتمالات الوفاة بسببه لا تتعدى 1% بين المرضى المتضررين من المرض بشدة. ولا يستغرق هذا الإجراء الجراحي سوى البقاء ليوم وحيد في المستشفى. وتمت متابعة المتطوعين لتجربة شركة أبوت لمدة سنة بعد خضوعهم للإجراء العلاجي. وسلكت شركة إدواردز لايف ساينسيز طريقاً أخرى لتحقيق الهدف نفسه؛ إذ عمدت إلى إزالة الصمام الثلاثي الشرفات، وإبداله بصمام جديد في القلب، بطريقة أشبه بعمليات استبدال الصمام الأورطي من خلال القثطرة (القسطرة كما تكتب وتنطق أحياناً). ويتحكم الصمام الأورطي في تدفق الدم من القلب. وظل الصمام الثلاثي الشرفات يعرف منذ فترة طويلة بالصمام المَنْسي. وكان الأطباء يعتقدون أنهم إذا تمكنوا من معالجة المشكلات التي تعتري الجانب الأيسر من القلب، كمعالجة خلل الصمام الأورطي، أو الثلاثي الشرفات، فإن مشكلة الصمام الثلاثي الشرفات ستزول من تلقاء نفسها. لكنه اعتقاد لم يحالفه التوفيق. وظل الأطباء يسعون منذ وقت طويل إلى إيجاد علاج ناجع لمشكلة الصمام الثلاثي الشرفات. والعلاج الوحيد المتاح حتى الآن هو مجموعة أدوية تعرف بـ«المُدِرَّات البولية»، التي تقوم بإزالة السوائل الإضافية من جسم المريض. لكن ذلك يحدث لفترة قصيرة فحسب. وكلما تم تكرار أخذ المُدِرّ البولي زادت مشكلة امتلاء جسم المريض بالسوائل، إلى أن يصل الأمر إلى درجة إصابة المريض بالفشل الكلوي. وينتهي المطاف بأن يصبح الصمام الثلاثي الشرفات نفسه مغموراً بتلك السوائل. وحاول بعض الأطباء التدخل جراحياً لإصلاح الصمام المعطوب، وليس إبداله بالكامل. لكن المريض يصاب عادة بمضاعفات نتيجة مشكلة الصمام المذكور، حتى أن إجراء عملية «قلب مفتوح» تصبح خطراً كبيراً على المريض. وترتفع نسبة الوفاة من جراحة الصمام الثلاثي الشرفات إلى 10%؛ أي أنها أعلى بنحو 10 مرات من استبدال الصمام الثلاثي الشرفات. وشارك 350 متطوعاً في تجربة شركة أبوت، متوسط عمر الفرد منهم 78 سنة. وهم مصابون بخلل كبير في الصمام الثلاثي الشرفات، يسمى أحياناً «الارتجاع»، أو «القَلَس». وتراوح حالاتهم الصحية من الفشل الحاد في الصمام إلى الارتجاع الغزير. وقسم المتطوعون إلى مجموعة أخضعت لعملية «تصغير» الصمام المعطوب، وأخرى وصفت لها مُدِرّات بولية. وبعد شهر فحسب من تصغير الصمام تم خفض تصنيف إصابة 87% من المتطوعين بالارتجاع الغزير إلى المعتدل، مقارنة بـ4.8% من المجموعة التي اقتصر علاجها على المُدرات البولية. وقال مرضى من المجموعة الأولى إن حالاتهم تحسنت إلى درجة باتوا قادرين فيها على الاستمتاع بحياتهم من جديد. وإذا أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية علاج تقصير الصمام الثلاثي الشرفات، الذي ابتكرته شركة أبوت، وأسلوب استبدال الصمام بالكامل، الذي ابتكرته شركة ريتشاردز لايف ساينسيز؛ سيكون الخيار متاحاً أمام المرضى. وسيكون الاختيار صعباً! لأن من سيختار تصغير الصمام الثلاثي الشرفات لن يكون بمستطاعه الحصول لاحقاً على خيار استبداله، لأنه سيكون صعباً على الجراحين إزاحة الصمام القديم. وفي كل حال سيشعر المرضى بتحسن كبير ومدهش إذا اختاروا أياً من الأسلوبين العلاجيين المذكورين.
بديل لـ«الاستاتن» يقلّص مخاطر النوبات القلبية
يرفض عدد كبير من الأشخاص المعرضين لمخاطر النوبات القلبية، خصوصاً الذين ترتفع نسبة الكوليسترول الضار في دمائهم إلى درجة مثيرة للقلق، تناول عقار «الاستاتن». وهو دواء زهيد الثمن، وفعال في مكافحة تراكم الكوليسترول. ويتذرع هؤلاء بأن هذه الأقراص تجعلهم يشعرون بأوجاع في العضلات. بيد أن دراسة شملت 14 ألف مريض أخضعت للتجربة عقاراً جديداً يقوم بتقليص الدهون الضارة، ولا يسبب أوجاع العضلات، توصلت إلى أنه أدى إلى انخفاض متواضع في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والمضاعفات الأخرى الناجمة عن مرض القلب. ونشرت مجلة نيوإنغلاند الطبية الأمريكية نتائج تلك الدراسة. لكن عدداً من الخبراء توقعوا أن يصد كثيرون من المرضى عن الدواء الجديد، باعتباره وجهاً آخر للاستاتن. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت هذا الدواء، المسمى بيمبيدويك، منذ نحو 3 سنوات، لأنه يخفض مستوى الدهون الضارة في الجسم. ونسبت إلى جراح القلب بجامعة ديوك الدكتور جون الإكسندر قوله إن عقار بيمبيدويك لم يستخدم كثيراً، على رغم فائدته المحققة في خفض الكولسترول. لأن التجارب أثبتت قدرته على تقليص مستوى الدهون الضارة؛ لكن لا توجد تجارب ودراسات تؤكد قدرته على تقليص احتمالات إصابة المريض بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الوفاة بمرض القلب. ولذلك فإن شركات التأمين الطبي قررت عدم تحمل تكلفة هذا الدواء التي تصل إلى 140 دولاراً في الشهر. وأضاف الإكسندر: في عالم طب القلب والشعيرات الدموية نحن نتوقع عادة أن تكون هناك بيانات بشأن مخرجات الدواء الجديد. وأشارت الدراسة إلى أن عقار بيمبيدويك أدى إلى انخفاض متواضع في المخاطر والمضاعفات المترتبة على مرض القلب، من نوبات قلبية، وسكتات دماغية، ووفاة محتملة، وإغلاق الشرايين التي يتعين فتحها. وذلك على رغم أنه لم يسفر عن تقليص نسبة الوفاة المرتفعة لدى المصابين بمرض القلب. وتشير بيانات التجربة إلى أن دواء بيمبيدويك نجح في خفض مستوى الدهون الضارة بحدود 20%. ونجح هذا العقار البديل للاستاتن في خفض مستوى الكوليسترول لدى المتطوعين من 139 ميلليغرام لكل ديسيليتر إلى 107، مقارنة بـ136 ميلليغرام لدى المتطوعين الذين تم إعطاؤهم دواء وهمياً لأغراض التجربة السريرية. وتستطيع أقراص الاستاتن خفض مستوى الكوليسترول بما يصل إلى 50%. ويرى خبراء أن عقار بيمبيدويك لن يغير قواعد اللعبة كثيراً في مجال مكافحة ارتفاع مستوى الكوليسترول، لتواضع قدرته على خفض مستوى الدهون الضارة. وعلى رغم فوائدة المثبتة، فهو ليس كافياً وحده لإنجاز المهمة. ويقولون إن عدداً كبيراً من المرضى يلقون تبعة إصابتهم بأوجاع العضلات على أدوية الاستاتن. ويمكن تغيير مقدار الجرعة، أو تغيير عقار الاستاتن بدواء آخر من جنس هذه العقاقير. لكن مرضى كثيرين ليسوا على استعداد لتغيير قناعاتهم بشأن الاستاتن وأوجاع العضلات.