في خطوة استراتيجية معقدة، أفادت صحيفة "التايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر طلب من واشنطن منذ أكثر من شهر السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية داخل الأراضي الروسية. ولكن حتى الآن، لم يتلقَ الطلب ردًا إيجابيًا من إدارة بايدن.
لطالما سعت أوكرانيا للحصول على الضوء الأخضر من شركائها الغربيين لاستخدام صواريخ بعيدة المدى، مثل صواريخ "ستورم شادو" وصواريخ "إيه تي إيه سي إم إس" الأمريكية، لتنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية. لكن رغم التصعيد الأوكراني الذي طال الأراضي الروسية، لم يتغير الموقف الغربي حتى الآن.
وفقًا لصحيفة "التايمز" عن مصادر حكومية بريطانية، فإن طلب المملكة المتحدة استخدامَ كييف لصواريخ "ستورم شادو" عالق حاليًا في حبال "السياسة الأمريكية"، بينما اعتبر مصدر آخر أن هذا التأخير جزء من "إجراءات روتينية" تتطلب وقتًا.
وأضاف مصدر ثالث أن المناقشات مع الحلفاء حول استخدام هذه الصواريخ لا تزال جارية، مشيرًا إلى أن لندن غير عاتبة على واشنطن بسبب هذا التأخير وتعتبره جزءًا من عملية تغيير السياسات المعقدة.
لم يُفصَل بعد السبب وراء ضرورة الحصول على موافقة واشنطن لاستخدام صواريخ "ستورم شادو"، رغم أن هذه الصواريخ التي طورتها بريطانيا وفرنسا بمدى يصل إلى 250 كيلومترًا تعد من الأسلحة البارزة في ترسانة أوكرانيا.
من جهته، نفى ماثيو بالمر، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في المملكة المتحدة، أن يكون لواشنطن دور مباشر في هذا القرار. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الإذن لا يعتمد فقط على لندن. ففي يوليو، أفادت مصادر بريطانية لصحيفة "تلغراف" بأن القرار يتطلب توافقًا بين ثلاث دول بما في ذلك المملكة المتحدة، ومن المحتمل أن تكون فرنسا إحدى تلك الدول.
قد تكون الولايات المتحدة بوصفها القوة الرائدة في التحالف المؤيد لأوكرانيا وأقوى عضو في الناتو طرفًا رئيسيًا في هذه العملية المعقدة. وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن العملية الأوكرانية في كورسك تتماشى مع سياسة واشنطن بشأن استخدام الأسلحة، لكن إدارة بايدن لا تزال متحفظة بشأن استخدام الأسلحة بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية.
أعادت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم البنتاغون، التأكيد على قلق واشنطن من تصاعد وتيرة الحرب. إذ تشير بعض التقارير إلى أن الولايات المتحدة تعتبر صواريخ "إيه تي إيه سي إم إس" أكثر فعالية في ضرب أهداف في شبه جزيرة القرم المحتلة بدلاً من منطقة كورسك.
رغم السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة البريطانية خلال عملية كورسك، يبقى استخدامها للصواريخ بعيدة المدى أمرا مستبعدا. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، هيورهي تيكي، في 13 أغسطس: "إذا كان بإمكان كييف ضرب القوات المعادية على أراضيها، من حيث تهديدها، فإن ذلك سيضعها في موقف أفضل للدفاع عن نفسها. وسيكون من غير الضروري استخدام القوات الأوكرانية خارج الحدود، بما في ذلك منطقة كورسك."