برنامج الأغذية العالمي: وقف تمويل برامج الغذاء الطارئة يشكل "حكمًا بالإعدام" على الملايين

منذ 1 أسبوع 22

أشار برنامج الأغذية العالمي (WFP)، الذي يُعدّ أكبر منظمة دولية تقدم مساعدات غذائية، إلى أن التخفيضات الأخيرة التي قامت بها إدارة ترامب على برامج المساعدات الغذائية الطارئة قد تؤدي إلى "حكم بالإعدام" لملايين الأفراد الذين يعانون من الجوع الحاد ويواجهون خطر المجاعة.

وناشد البرنامج التابع للأمم المتحدة، واشنطن للتراجع عن قرارها بإنهاء تمويل برامج إنقاذ الحياة في عدد من الدول الفقيرة والمتضررة من النزاعات.

وأعرب البرنامج عن "قلقه العميق" بعد تلقيه إخطارًا من الإدارة الأمريكية بوقف الدعم المالي لبرامج المساعدات الغذائية الطارئة في 14 دولة.

وأفاد البرنامج عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، بأن تنفيذ هذه الخطوة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين ممن يعانون من الجوع الحاد، وطالب البرنامج بتوضيح رسمي من الإدارة الأمريكية واستمرار دعم البرامج المنقذة للحياة.

كما أعرب عن شكره للولايات المتحدة والجهات المانحة الأخرى على مساهماتهم السابقة.

وتأتي هذه التخفيضات بعد تصريح وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي بأن إدارة ترامب أنهت عملية إعادة هيكلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتي كانت قد خفضت مخصصاتها بنسبة 83%.

وأوضح روبيو أن المسؤولية عن برامج المساعدات المتبقية ستنتقل إلى وزارة الخارجية.

ومنذ توليه المنصب في يناير/كانون الثاني، أعلن الرئيس دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية وأوقف عمل المئات من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ما أدى إلى تعطيل موقعها الإلكتروني.

وفي سياق متصل، اعتبر إيلون ماسك، أحد أبرز حلفاء ترامب، الوكالة "منظمة إجرامية"، مطالبًا بإنهاء عملها، وهو ما نفته الوكالة بشدة واعتبرته مزاعم لا تستند إلى أدلة.

وتواصلت يورونيوز مع وزارة الخارجية الأمريكية وبرنامج الأغذية العالمي للحصول على تعليقات إضافية حول هذا الموضوع.

من المتضرر؟

وخسرت سوريا، التي تعاني من الفقر المدقع والجوع بعد حرب أهلية استمرت 13 عامًا، حوالي 230 مليون دولار (210 مليون يورو) من العقود المبرمة مع برنامج الأغذية العالمي والمنظمات الإنسانية، وفقًا لوثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية حصلت عليها وكالة أسوشييتد برس.

وأشار التقرير إلى أن أكبر برنامج تم تخفيضه كان عقدًا بقيمة 111 مليون دولار (101 مليون يورو)، والذي كان يوفر الخبز والأغذية اليومية لما يقرب من 1.5 مليون شخص.

كما أكدت الوكالة، نقلاً عن أحد العاملين في الأمم المتحدة، أن المساعدات الأمريكية لبرامج الغذاء التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، الذي يواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، قد تم إنهاؤها أيضًا.

وقال مسؤول أمريكي للوكالة إن برامج الإغاثة الرئيسية في الصومال وأفغانستان وزيمبابوي تضررت كذلك، بما في ذلك البرامج التي توفر الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى للنازحين بسبب النزاعات.

وتم إلغاء نحو 560 مليون دولار (512 مليون يورو) من التمويل الإنساني لأفغانستان، مما أثر على تقديم المساعدات الغذائية الطارئة ومياه الشرب. كما تم قطع برامج تعالج سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، وتقدم الرعاية الصحية الأساسية، والدعم النفسي للناجين من العنف الجنسي والجسدي.

بالإضافة إلى ذلك، سحبت الإدارة الأمريكية تمويل برنامج لإرسال الشابات الأفغانيات للدراسة في الخارج، بسبب الحظر الذي تفرضه حكومة طالبان على تعليم النساء. وقال مصدر في البرنامج لوكالة أسوشييتد برس إن الشابات المشاركات في البرنامج سيضطررن للعودة إلى أفغانستان، حيث قد يتعرضن للخطر.

وفرضت حركة طالبان قيودًا صارمة على حقوق المرأة منذ عودتها إلى السلطة في عام 2021.

وتأتي هذه التخفيضات بعد أن أعلن برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي أن إمدادات الوجبات الساخنة في غزة ستستمر لمدة أسبوعين فقط، في حين تم إغلاق جميع مخابز المنظمة بسبب نقص الدقيق والمواد الغذائية. وأوضح البرنامج أنه يقوم حاليًا بتوزيع آخر دفعات من الطرود الغذائية.