لم يحتج ذلك "البرص" المصري مركباً غير شرعي أو أموالاً لعبور البحر المتوسط والوصول إلى أوروبا، فقط كلفه الأمر الاختباء داخل حاوية فراولة انتهت به إلى مدينة مانشستر البريطانية.
لكن لا يبدو أن المسافر الصغير محظوظاً في مقابل كثيرين ممن يراودهم حلم الهجرة، فقريباً ستتم إعادة البرص بعد تلقي العلاج والرعاية اللازمة في المملكة المتحدة.
بدأت قصة البرص عندما اشترت نيكاتا موران صندوق فراولة من محل بقالة في مانشستر بالمملكة المتحدة، بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) الحالي، لكن بعد تفريغ العبوة لاحظت الشابة ذات الـ29 سنة وتعمل ممرضة "رأساً صغيراً" بين الفراولة، وفق بيان صدر عن منظمة "أر أس بي سي أيه" البريطانية المعنية برعاية الحيوان، التي تواصلت معها موران للاعتناء بالبرص بعد أن وجدت قطعاً صغيراً في ذيله ربما نتجت من رحلته الطويلة.
ووفق البيان، قالت موران "أخرجت الفراولة من الثلاجة ورأيت بزاوية عيني شيئاً يتحرك واعتقدت أنه عنكبوتاً أو شيئاً من هذا القبيل، عندما نظرت مرة أخرى رأيت هذه الوزغة الصغيرة، لم أصدق ذلك، بدا في حال تأهب شديد، لذلك تمكنت من وضعه على الملعقة وإدخاله في وعاء بلاستيكي، حيث تحرك بسرعة كبيرة جداً".
وأضافت "بصرف النظر عن قطعة الذيل الصغيرة التي وجدتها في العبوة، بدا (البرص) سليماً، لا يمكنني تجاوز الرحلة التي مر بها وانتهى به الأمر في مطبخي".
يبلغ طول المسافر الصغير 2.5 سم فقط، وفق بيان المنظمة، الذي نقلته وسائل الإعلام البريطانية والأميركية، مشيرة إلى أنه من المرجح أن ينمو ذيله مرة أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عندما رأت صغر حجمه، صدمت راشيل هندرسون، المفتشة التي أرسلتها منظمة "أر أس بي سي أيه" لنقل البرص من منزل موران إلى مكان رعاية الحيوان.
وقالت المفتشة "كان هذا الصغير دقيقاً للغاية، ليس لدي أية فكرة كيف يمكن لشيء صغير جداً البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة أثناء النقل في حاوية مغلقة لمئات الأميال، نود أن نشكر نيكاتا والمنظمات الأخرى التي ساعدتنا في رعاية هذه السحلية الصغيرة".
تم نقل البرص المصري أولاً إلى مركز أشلي البيطري، الذي لديه خبرة في رعاية الحيوانات الغريبة، ثم إلى منظمة "إنقاذ الحيوانات الغريبة الزاحفة" في أوسيت غرب يوركشاير.
وقال ممثل عن المنظمة أنهم استقبلوا قبلاً بعض الأبراص (الوزغات) التي ضلت طريقها إلى بلادهم، وأضاف "الأبراص التي تنتقل بالصدفة شائعة جداً في معظم عمليات إنقاذ الزواحف بجميع أنحاء البلاد، لدينا عدد قليل منها معنا في الوقت الحالي جاءت من قارات مختلفة، يبدو أنها تتكيف جيداً بعيداً من بيئتها وينظر إليها على أنها تزدهر بالبيئات النشطة بيولوجياً".
ووفق البيان، فإن "البرص الصغير في وضع جيد وسيكون جاهزاً للعودة إلى موطنه بمجرد أن ينتهي من فترة الحجر الصحي".
هذه ليست المرة الأولى التي تتسلل فيها الحيوانات المصرية خلسة إلى بريطانيا، حيث تمكن قط يبلغ من العمر ثمانية أشهر عام 2015 من دخول حاوية شحن قبل إقلاع السفينة من مصر متجهة إلى ميناء مدينة موريتون بالمملكة المتحدة، ليخوض رحلة شاقة وطويلة تصل إلى آلاف الكيلومترات من دون طعام أو ماء.
وبحسب الصحف البريطانية آنذاك، وصل "القط سندباد"، مثلما أطلق عليه البريطانيون، إلى موريتون في حال تعب وإعياء لعدم تناوله أي طعام خلال الرحلة التي استغرقت 17 يوماً، لكن سرعان ما تم تقديم الرعاية الصحية له، بينما لم يتضح إذا ما كان تمت إعادته إلى مصر مجدداً.