"بدون متهم".. من ارتكب مجزرة "بنى مزار"

منذ 7 أشهر 78

أعدها.. أحمد حسني

لكل جريمة متهم يقوم بها مهما صغرت أو كبرت، لكن في حقيقة الأمر أن هناك بعض القضايا خالفت هذه القاعدة ووقعت الجريمة ولم يٌكشف عن الجاني أو المتهم فأصبحت جريمة ضد مجهول.

حلقات جديد يقدمها اليوم السابع على مدار 30 يوما في شهر رمضان الكريم، يناقش فيها أبرز القضايا التي قيدت " ضد مجهول" ولم يستدل فيها على متهم رغم مرور أعوام عديدة على ارتكابها.

مقتل 10 أشخاص في مذبحة دموية

فى 29 ديسمبرعام 2005، استيقظ أهالى عزبة شمس الدين التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، على مذبحة لا تزال عالقة فى أذهان أهالى القرية حتى وقتنا هذا، لم تكن غرابة تلك القضية فى أن الفاعل لا يزال مجهولاً حتى كتابة تلك السطور، ولكن فى طريقة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية التى راح ضحيتها 10 ضحايا من 3 عائلات مختلفة، كان قد قطع فيها الجانى أعضائهم التناسلية.

كانت قرية "عزبة شمس الدين" التابعة لمركز بنزى مزار، تعيش هدوءا وسلاما كما هو المعتاد، حتى انقلب حال تلك القرية رأسا على عقب بين ليلة وضحاها، فكان هناك جاني يعد عدته ويجهز سلاحه ويمر بالمنزل الأول، ويقتل كل من رب المنزل وزوجته صباح، وطفلهما أحمد 8 سنوات وفاطمة 7 سنوات وهم نيام، ثم يمر بالمنزل الثانى ويقتل المحامى الشاب طه 28 عاماً ووالدته، واختتم جرائمه بالمنزل الثالث بقتل المدرس أحمد أبو بكر 48 عاما،ً وزوجته بثينة 35 عاماً، وطفلتهما أسماء وطفلهما الرضيع محمود، الذى لم يبلغ العاشرة من عمره بعد.

3 منازل بقرية ريفية اقتحمها هذا المتهم ومثل بالجثث وذهب فى هدوء تام قبل بزوغ الشمس دون أن يترك خلفه دليلاً ليظل مجهولاً حتى وقتنا هذا.

تحقيقات النيابة كشفت أن الجاني ذبح ضحاياه باستخدام السكاكين، بجرح قطعي ممتد منتصف الرقبة إلي أسفل الأذن‏، وأن كل الضحايا قتلوا بنفس الطريقة وحتى الأطفال‏، وأنه مثل بجثثهم فانتزع الأعضاء التناسلية لهم ذكوراً وأناثاً.

انتشرت الشائعات بأن الجاني عثر على كنز كبير أسفل القرية وحاول الوصول إليه إلا أنه فشل، فقرر الاستعانة بالجن الذى طلب 5 أعضاء تناسلية لرجال و5 للنساء والأطفال و5 رؤوس لحمامات قرباناً.

تم ضبط شاب يعانى من مرض نفسى، ويدعى محمد عبد اللطيف، يبلغ من العمر 27 عاماً وقدم للمحاكمة، بعد إجراءات سريعة من قبل جهات التحقيق.

جاءت النهاية بشكل أثار الغموض والاستغراب فى آن واحد، فقد أسدلت محكمة الجنايات الستار على القضية، بقضائها ببراءة محمد عبد اللطيف مما نسب إليه من اتهامات، وأوضحت فى حيثيات حكمها أسباب ذلك، بأن هناك تناقضا بين اعتراف المتهم بارتكاب المذبحة بسبب معاناته من اضطراب نفسي، وبين تقرير اللجنة الطبية النفسية، الذى أكد سلامة قواه العقلية، واستحالة قيامه بذبح 10 أشخاص خلال ساعتين ونصف الساعة.