تم رفع العلم الوطني السويدي في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الاثنين، مما عزز مكانة الدولة الشمالية باعتبارها العضو الثاني والثلاثين في الحلف.
وجاء قرار انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بعد عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا، ما دفعها بالبحث عن الأمان تحت غطاء الحلف.
ورفع جنديان الراية الزرقاء المزينة بصليب أصفر في المقر الرئيسي في بروكسل، في حضور كل من رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، وولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
وقال كريسترسون: "إن الغزو الروسي الوحشي والواسع النطاق لأوكرانيا دفع السويد إلى الإقتناع بأن العضوية الكاملة في الناتو هي الخيار المعقول الوحيد".
وحضر وزراء الحكومة السويدية وزعماء الأحزاب من مختلف الأطياف السياسية في عرض للوحدة الوطنية.
وبانضمام السويد رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي، تكون قد وضعت السويد جانباً عقوداً من الحياد بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت جارتها فنلندا قد أنهت في أبريل/ نيسان 2023 سنوات من عدم الانحياز العسكري، بانضمامها إلى حلف الناتو.
ورحبت وزارة الدفاع الفنلندية بقرار السويد على موقع إكس، قائلة "الآن نقف في بداية حقبة جديدة. معًا ومع حلفاء آخرين في السلام وفي الأزمات وما بعدها".
وأدى قرار الرئيس فلاديمير بوتين بإرسال القوات الروسية إلى أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلى تحول في الرأي العام في كلا البلدين، مما أدى إلى انضمامهما إلى حلف الناتو.
وادعى بوتين أنه شن الحرب، على الأقل جزئيًا، بسبب توسع الناتو شرقًا نحو روسيا، لكن الحرب كان لها تأثير سلبي، حيث دفعت المزيد من الدول للانضمام إلى الحلف. وقد وعد زعماء حلف شمال الأطلسي بأن أوكرانيا ذاتها سوف تنضم ذات يوم، رغم أنه من المؤكد أن هذا لن يحدث أثناء احتدام الصراع.
وقال ستولتنبرغ: "لقد أراد تدمير أوكرانيا كدولة ذات سيادة، لكنه فشل. لقد أصبح الناتو الآن أكبر وأقوى. أوكرانيا أصبحت أقرب إلى حلف شمال الأطلسي من أي وقت مضى، وبينما يواصل الأوكرانيون الشجعان النضال من أجل حريتهم، فإننا نقف إلى جانبهم".
وترسم السويد مع أراضي دول حلف شمال الأطلسي حلقة استراتيجية حول بحر البلطيق. وتستفيد البلاد الآن من ضمان الأمن الجماعي للحلف (المادة 5 من معاهدته)، وهو التعهد بأن أي هجوم على أحد الأعضاء سيقابل برد من الجميع.
وقال كريسترسون: "الكل من أجل الفرد، والواحد من أجل الجميع"، وتعهد بأن بلاده سوف تتمسك بالقيم المنصوص عليها في معاهدة واشنطن التأسيسية لحلف شمال الأطلسي.
وجاءت مراسم رفع العلم في الوقت الذي بدأ فيه 20 ألف جندي من 13 دولة تدريبات الناتو في أقصى شمال السويد.
وتعد تدريبات الشمال جزءًا من مناورات أوسع نطاقًا تسمى "Steadfast Defender 24"، وهي الأكبر من نوعها لحلف شمال الأطلسي منذ عقود، حيث يشارك ما يصل إلى 90 ألف جندي على مدار عدة أشهر لإظهار أن الحلف قادر على الدفاع عن كل أراضيه من أمريكا الشمالية حتى حدوده مع روسيا.