بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 10/11/2022 - 17:31
الرئيس الأمريكي جو بايدن - حقوق النشر AP Photo
يعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الساحة الدولية متسلحا بثقة بعد فوز حزبه في انتخابات منتصف الولاية التي يرى أنها تثبت أنه في المنافسة العالمية بين الديمقراطية والاستبداد، فان الديمقراطية تتقدم.
من المقرر أن يغادر بايدن واشنطن الخميس لحضور قمة المناخ كوب27 في مصر في اليوم التالي وقمة إقليمية لآسيان في كمبوديا في نهاية الأسبوع ولقاء لمجموعة العشرين في إندونيسيا الأسبوع المقبل.
تركت حملة انتخابات منتصف الولاية العالم يتساءل بأي وضع سيحضر بايدن.
هل سيكون ضمن شعار "أميركا عادت" باعتبار أن دور الولايات المتحدة حتمي لتوجيه الديمقراطيات من خلال المنافسة مع دول مثل الصين وروسيا؟ أم هل سيكون في موقع أضعف حين يستقل الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" مع احتمال عودة دونالد ترامب أو انهيار الديمقراطية الأميركية؟
لا يزال بايدن يواجه اضطرابات إذا تأكد فوز الجمهوريين بغالبية في مجلس النواب بفارق ضئيل.
لكنه يجادل بأن حلفاء الولايات المتحدة يمكن أن يتنفسوا الصعداء مرة أخرى بعد انتخابات سلسة في الغالب ونتائج قوية للديمقراطيين- ما يحد الخسائر في مجلس النواب ويحتمل السيطرة على مجلس الشيوخ ومعاقبة تيار ترامب المتشدد "اجعلوا اميركا عظيمة مجددا".
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي "باقي دول العالم تنظر الينا".
وأضاف "هم قلقون لمعرفة باننا لا نزال ديمقراطية مفتوحة كما كنا وأن لدينا قواعد وأن المؤسسات مهمة".
وتابع "مع أصواتهم، يكون الشعب الأميركي قال كلمته وأثبت مرة جديدة أننا نحن الديمقراطية".
اختبار
خلال قمة مجموعة العشرين، سيلتقي بايدن الحلفاء الأوروبيين والآسيويين الرئيسيين بالإضافة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي عزز موقعه كحاكم بلا منازع للقوة العظمى بولاية ثالثة كرئيس.
وقال آش جاين من مركز أبحاث Atlantic Council إن القمة ستثبت "نوعا من الاختبار" لسياسة بايدن ذات المسار المزدوج لتعزيز المعسكر الديمقراطي مع التفاوض مع الأنظمة الاستبدادية من موقع قوة.
وأضاف أن دولا مثل الصين وروسيا "تنظر بسرور إلى الخلل الوظيفي" في السياسة الأميركية.
لكن نتائج انتخابات منتصف الولاية تعطيهم مادة أقل للانتقادات.
يقول بايدن إن الكرملين بدا وكأنه كان ينتظر نتيجة الانتخابات قبل الإعلان عن انسحابه المذل من مدينة خيرسون، وهي أحدث نكسة عسكرية في الغزو الروسي لأوكرانيا الموالية للغرب.
وقال بايدن "لقد وجدت أنه من المثير للاهتمام أنهم انتظروا حتى ما بعد الانتخابات لاتخاذ هذا القرار الذي كنا نعلم منذ فترة انهم سيتخذونه".
واشارت تحليلات إلى أن موسكو كانت تنتظر لمعرفة ما إذا سيفوز انصار ترامب المؤيدين لروسيا بغالبية في الكونغرس.
لكن إلى متى؟
يقول محللون إن بايدن سيسافر مع أمور أخرى في جعبته.
في كوب27 سيشير إلى النجاح في تمرير أكبر حزمة إنفاق أميركي لمواجهة التغير المناخي، في الكونغرس. يشمل قانون خفض التضخم 369 مليار دولار لأمور مثل الطاقة النظيفة.
وقال جوزف ماجكوت خبير الطاقة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) "للمرة الأولى، تتمتع الولايات المتحدة ببعض الزخم بشأن المناخ ومطالبة موثوقة بشيء يشبه سياسة مناخية".
في آسيا، سيروج بايدن لاقتصاد أميركي مرن والذي على الرغم من ارتفاع التضخم لا يزال يشهد معدلات بطالة متدنية وعودة إلى التصنيع. وقال ماثيو غودمان وهو خبير اقتصادي في CSIS، إنه مع "تعثر الصين في مجال النمو الاقتصادي"، يدخل بايدن "من موقع قوة".
لكن لن يؤدي أي من هذا إلى تبديد الأسئلة العالقة في أذهان الحلفاء الديمقراطيين للولايات المتحدة - والأعداء المستبدين - حول استمرارية رؤية بايدن.
سيبلغ بايدن الثمانين من عمره هذا الشهر وشدد في تصريحات أدلى بها للصحافيين في البيت الأبيض على "نيّته" الترشح لولاية ثانية عام 2024، متعهّدا التوصل إلى قرار نهائي في هذا الصدد "مطلع العام المقبل".
في الوقت نفسه فان ترامب يبدو في مزاج انتقامي وحتى إذا تراجعت حظوظه قبل الانتخابات المقبلة فان نزعته الانعزالية منتشرة في واشنطن.
في مؤتمره الصحافي بعد انتخابات منتصف الولاية، كرر بايدن أحد قصصه المفضلة كيف أخبر قادة أقرب حلفاء الولايات المتحدة الستة في قمة مجموعة السبع بعد فترة وجيزة من توليه الرئاسة ان "أميركا عادت".
وأضاف "التفت أحدهم صوبي وقال +إلى متى؟+" موضحا "لقد كان سؤالا جادا، إلى متى؟".