أفادت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، يوم الخميس، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، ومصدرين آخرين مطلعين بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعطت الإذن سراً لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية في ضرب أهداف داخل روسيا قرب منطقة خاركيف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن "الرئيس وجه مؤخرا فريقه لضمان قدرة أوكرانيا على استخدام الأسلحة الأمريكية للتصدي للنيران الروسية في خاركيف، حتى تتمكن من الرد على الضربات التي تنفذها القوات الروسية أو تستعد لتنفيذها"، مضيفًا أن "سياستنا فيما يتعلق بحظر استخدام نظام الصواريخ التكتيكية للجيش أو الضربات طويلة المدى داخل روسيا لم تتغير".
لم يذكر تقرير بوليتيكو متى أعطى بايدن هذا الإذن، لكن مسؤولًا آخر أضاف بأن "أوكرانيا طلبت من الولايات المتحدة تغيير هذه السياسة بعد بدء الهجوم الروسي على خاركيف هذا الشهر".
وبعد تقرير بوليتيكو، صرّح مسؤولو البيت الأبيض أن الترخيص يمتد فقط إلى ما وصفوه بأنه أعمال دفاع عن النفس، بحيث تتمكن أوكرانيا من حماية خاركيف، ثاني أكبر مدينة لديها، والمناطق المحيطة بها من الصواريخ والقنابل المنزلقة والقذائف المدفعية من الجانب الآخر من الحدود.
من جانبها قالت صحيفة نيوروك تايمز إن هذا القرار الذي يمثل "تحولًا كبيرًا"، جاء بدفع من مستشاري بايدن والحلفاء الرئيسيين للإدارة الأميركية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يسمح فيها رئيس أمريكي بشن ردود عسكرية محدودة على المدفعية والقواعد الصاروخية والمراكز القيادية داخل حدود خصم نووي.
وسبق وأن رفض بايدن بشكل قاطع السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع خارج الحدود الأوكرانية، مهما كانت الاستفزازات، قائلًا إن أي هجوم على الأراضي الروسية من شأنه أن يعرض العالم لمخاطر الحرب العالمية الثالثة.
لكن يبدو أن "المرونة" التي سمح بها، عائدة لتدهور ظروف أوكرانيا في ساحة المعركة، وتقدم القوات الروسية في خاركيف، وهو ما دفع بايدن إلى تغيير رأيه.
الأسلحة و"الحدود" المسموحة
عمليًا، تستطيع أوكرانيا الآن استخدام الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة، مثل صواريخ الإطلاق المتعددة الموجهة (GMLRS)، ونظام صواريخ المدفعية عالي التحرك (Himars)، وأنظمة المدفعية، لإسقاط الصواريخ الروسية المتجهة نحو خاركيف، أو على القوات المحتشدة على الحدود الروسية بالقرب من المدينة، أو القاذفات الروسية التي تطلق قنابل باتجاه الأراضي الأوكرانية. لكن لا يمكنها استخدام تلك الأسلحة لضرب البنية التحتية المدنية أو إطلاق صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد ألمح يوم الأربعاء إلى هذا القرار، عندما سُئل عن موقف واشنطن الحالي، أن الأمر خاضع "للتعديل".
خلفيات القرار
وجاء التغيير الجديد في السياسة الأمريكية، بعد دعوات من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، بما في ذلك بريطانيا وألمانيا وفرنسا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن تكون أوكرانيا قادرة على استخدام الأسلحة المقدمة من الغرب ضد أهداف عسكرية في روسيا.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنهما سيزيلان الحظر على استخدام الأسلحة التي زودتا بها كييف ضد أهداف في روسيا.
كما قال الأمين العام لحلف الناتو، يِنس ستولتنبرغ، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن على الدول الغربية أن تنظر في رفع هذه القيود.
وكانت روسيا حذرت من خطر اندلاع صراع عالمي إذا سمح حلفاء كييف الغربيون لها باستخدام الأسلحة التي يزودونها بها لضرب الداخل الروسي.
كما هددت بأنها ستستجيب بطرق غير محددة إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها. وفي الأسبوع الماضي، وفي ما يبدو كإشارة إلى واشنطن، قامت روسيا بتدريبات للقوات المسؤولة عن نقل وإرسال الأسلحة النووية التكتيكية، وفقا لنيويورك تايمز.