بايدن يسلّم "الشعلة" لهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي ويعترف: لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء

منذ 3 أشهر 39

على وقع الاحتجاجات المنددة بدعم الديمقراطيين ومرشحتهم للحرب الإسرائيلية على غزة، عقد الحزب الديمقراطي مؤتمره الوطني مساء الاثنين وسط أجواء حميمية بين بايدن وهاريس سادت فيها المجاملات، وألقى فيه الأول خطاب الوداع قائلًا: "لقد قدمت لكم أفضل ما لدي" ثم تلقى تصفيقًا حارًا استمر لأكثر من 4 دقائق.

لم ظهر بايدن أمام الجمهور حتى وقت متأخر من الليل، مما أجبر المنظمين على إلغاء عرض الموسيقي جيمس تايلور. وعندما اعتلى الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا المسرح أخيرًا بمرونة واضحة، حاول أن يظهر اتساع صدره وأريحيته في تسليم "الراية" لهاريس، معترفًا: "لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء في مسيرتي المهنية، لكنني قدمت لكم أفضل ما لدي." ثم احتفل بالنجاحات التي حققتها إدارته، بما في ذلك زيادة كبيرة في الإنفاق على البنية التحتية ووضع سقف لأسعار الأنسولين. وأشار إلى أن هذا الإنفاق أدى إلى زيادة إيرادات الولايات، لأن "وظيفة الرئيس هي تقديم الخدمات لكل أمريكا."

واستذكر الرئيس مظاهرة "توحيد اليمين" في عام 2017، عندما سار المتعصبون البيض حاملين المشاعل في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، وهي حلقة أشار إليها باعتبارها السبب في قراره الترشح للرئاسة في عام 2020 رغم حزنه المستمر على وفاة ابنه بو بايدن.

وبطريقة شاعرية، استقبل بايدن هاريس وزوجها دوغ إمهوف حيث احتضنهما، لكنه مهد لها الصعود مادحًا في شخصها وعملانيتها بالقول إن اختياره لهاريس قبل أربع سنوات كان "أفضل قرار اتخذته في حياتي المهنية بأكملها." وأضاف: "إنها قوية، لديها خبرة كبيرة، ولديها نزاهة هائلة، نزاهة هائلة. قصتها تمثل أفضل قصة أمريكية."

أما هاريس فردت المجاملة بمثلها، حيث قالت في وقت سابق من المساء: "جو، شكرًا لقيادتك التاريخية، ولخدمتك الطويلة لأمتنا، ولكل ما ستستمر في القيام به. نحن ممتنون لك إلى الأبد."

في هذا السياق، حاول المتحدثون من الحزب الديمقراطي أن يظهروا متانة العلاقة بين بايدن وهاريس. وقد أشادت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بهاريس، مشيرة إلى قدرتها على كسر "السقف الزجاجي الأصعب والأعلى" لتصبح أول رئيسة أمريكية.

وقالت كلينتون: "لقد وضعنا معًا الكثير من الشقوق في السقف الزجاجي الأصعب والأعلى"، مشيرة إلى استعارة استخدمتها في خطاب تنازلها قبل ثماني سنوات. كما أشادت كلينتون ببايدن لتنازله عن الساحة، قائلة: "نحن الآن نكتب فصلًا جديدًا في قصة أمريكا."

وفي وقت سابق، وأمام القاعة التي كان يسودها "الحب" و"الوحدة"، نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع شيكاغو للتنديد بدعم إدارة بايدن وهاريس للجهود الحربية الإسرائيلية. حيث وصلت أعداد القتلى الفلسطينيين إلى ما يزيد عن 40 ألفًا وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وقد قام عدد من المتظاهرين من حركة "التخلي عن بايدن" بالكشف عن لافتة احتجاجية في وقت متأخر من يوم الاثنين كتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل" بعد دقائق من بدء بايدن خطابه.

وبعد ليلة حافلة بالخطابات الودية، قدمت لجنة مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي اليوم الثلاثاء مشروع برنامج للتصويت من قبل مندوبي الحزب يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة. ويسمح المشروع بمشاركة الدول العربية والمجتمع الدولي في إعادة إعمار القطاع، في إطار التأكيد على على أهمية التوصل إلى اتفاق لتحسين مستقبل الشعب الفلسطيني.