بالوثائق: الصين كشفت تسلسل فيروس كورونا لأمريكا قبل الإعلان عنه للعالم

منذ 10 أشهر 148

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  التسلسل الجيني لفيروس سارس-كوف-2، المسبب لمرض "كوفيد-19"، قدّم إلى قاعدة بيانات معاهد الصحة الوطنية الأمريكية قبل أسبوعين من إصداره من قبل الحكومة الصينية، وفقًا لوثائق تمت مشاركتها مع مشرّعين أمريكيين، ونشرت الأربعاء.

وقال أحد الخبراء لـCNN إنّ التسلسل لا يشير إلى أصل فيروس كورونا، لكنّه يقوّض ادعاءات الحكومة الصينية بشأن معرفتها بالمعلومات. ويحتمل أن ذلك قد تسبّب بفقدان أسابيع حاسمة لتطوير لقاح مضاد للفيروس.

وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، قامت عالمة الفيروسات الدكتورة ليلي رين، من معهد بيولوجيا مسبّبات الأمراض في الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية وكلية الطب في اتحاد بكين، بتحميل التسلسل الجيني إلى قاعدة بيانات GenBank، وهو "مستودع التسلسل الجيني الذي يجمع، ويحفظ، ويوفّر وصول الجمهور إلى بيانات تسلسل النوكليوتيدات المجمّعة والمشروحة من جميع مجالات الحياة"، وفقًا لرسالة الدكتورة ميلاني إيغورين، مساعدة وزير التشريع في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، إلى كاثي مكموريس رودجرز، رئيسة لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب، الشهر الماضي.

وتتم إدارة قاعدة بيانات GenBank من قبل المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.

وتقول الرسالة إن ما قدمته رين "كان غير مكتملا ويفتقر إلى المعلومات اللازمة للنشر". 

وتم إرسال طلب إعادة تقديم لها بعد ثلاثة أيام، لكن "المعاهد الوطنية للصحة لم تتلق المعلومات الإضافية المطلوبة مطلقًا". 

وتمت إزالة ما قدمته رين في 16 يناير/ كانون الثاني 2020، و"لم يتم إتاحة التسلسل للعامة على الإطلاق على GenBank".

ومع ذلك، لفتت إيغورين إلى أن تقديمًا مختلفًا للتسلسل الجيني الذي كان "مطابقًا تقريبًا" للتسلسل الذي قدمته رين، نُشر على GenBank بتاريخ 12 يناير/ كانون الثاني، أي بعد يوم واحد من إعلان منظمة الصحة العالمية أنها تلقت التسلسل من الصين.

وجاء في بيان صحفي، الأربعاء، أن التحقيق الذي تجريه اللجنة في أصول "كوفيد-19" سيساعد صناع السياسات على تعزيز ممارسات السلامة البيولوجية في البلاد، بالإضافة إلى المساعدة على الاستعداد للجائحة التالية.

وأشار البيان إلى أنهم تلقوا المعلومات الجديدة بعد شهرين تقريبًا، من إبلاغ المعاهد الوطنية للصحة بنيتهم إصدار مذكرات استدعاء للحصول على نسخ من المستندات المتعلقة بأي تسلسل مبكر لفيروس كورونا، أو حالات "كوفيد-19" المبكرة، أو سواها من المعلومات ذات الصلة.

وكتب الدكتور جيسي بلوم، عالم الفيروسات لدى مركز Fred Hutchinson للسرطان،  الأربعاء، في تحليل لتقرير رين أنه "يزيف بوضوح ادعاء الحكومة الصينية بأن العامل المسبب لتفشي الالتهاب الرئوي في ووهان لم يتم تحديده بعد قرب نهاية الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني 2020".

وقال بلوم إن التقديم السابق "كان سيوفر معلومات كافية لبدء إنتاج اللقاح في أواخر عام 2019 إذا تم نشره للعامة"، مشيرًا إلى أن شركة الأدوية مودرنا "استخدمت تسلسل البروتين الشوكي لتصميم لقاح كوفيد-19" بعد يومين من إصداره في 12 يناير/  كانون الثاني.

ومع ذلك، أشار بلوم إلى أن التسلسل الجيني "من غير المرجح أن يمثل أول فيروس أصاب البشر" و"لا يقدم أي رؤى جديدة حول أصل فيروس سارس-كوف-2، أو انتشاره المبكر في ووهان".

وأضاف: "يؤكد الاكتشاف المتأخر للتقديم على أهمية المشاركة السريعة للبيانات أثناء تفشي المرض، نظرًا لأن الإصدار العام الفوري للتسلسل كان من الممكن أن يؤدي إلى تسريع تطوير لقاحات كوفيد-19 التي أنقذت آلاف الأرواح أسبوعيًا بعدة أسابيع، في الولايات المتحدة وحدها".

ويوافق الدكتور إريك توبول، مؤسس ومدير معهد سكريبس للأبحاث التحويلية،على ذلك، بالقول إنّ مدة أسبوعين حتى، "كان من شأنها أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الجائحة". 

وحقيقة أن برنامج اللقاح بدأ فور نشر التسلسل الجيني "يُظهر  مدى أهمية هذا التسلسل".

وقال توبول:"عندما تقوم بتسلسل فيروس فإنك تكون قد نجحت بالنيل منه. فأنت تعرف بالضبط ميزات البروتين الشوكي وجميع المكونات الرئيسية الأخرى. لا يمكنك الحصول على هذه المعلومات من دون التسلسل".

ويقول الدكتور كريستيان أندرسن، وهو عالم الأحياء التطورية ومدير علم جينوم الأمراض المعدية في معهد الترجمة، إنه ينبغي قراءة الوثائق في سياق الإدراك المتأخر.

وأوضح لـCNN: "في أواخر عام 2019، لم يكن أحد يعلم أن الجائحة ستقع لاحقًا". 

وتابع:"هذا جزء مهم حقًا يبدو أن معظم الناس ينسونه، لم يكن أحد يعلم في ذلك الوقت أنّ فيروس كورونا الذي لم يسبق له مثيل، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيروس سارس-كوف -1، كان يسبب أمراضًا غامضة لدى المرضى المرتادين على السوق الرطبة وسط مدينة ووهان، والذي من شأنه أن يسبب لاحقًا جائحة مدمرة".